responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 644

(1) - عنده لعلمهم بعلوه عليهم و عظمته عن مجاهد و قتادة و قال أكثر المفسرين معناه لطلبوا سبيلا إلى معازة مالك العرش و مغالبته و منازعته فإن المشتركين في الإلهية يكونان متساويين في صفات الذات و يطلب أحدهما مغالبة صاحبه ليصفو له الملك‌ و في هذا إشارة إلى دليل التمانع ثم نزه سبحانه نفسه من أن يكون له شريك في الإلهية فقال‌} «سُبْحََانَهُ وَ تَعََالى‌ََ عَمََّا يَقُولُونَ» أي عن قولهم «عُلُوًّا كَبِيراً» و إنما لم يقل تعاليا كبيرا لأنه وضع مصدر مكان مصدر نحوه قوله‌ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً و معنى تعالى أن صفاته في أعلى المراتب و لا مساوي له فيها لأنه قادر لا أحد أقدر منه و عالم لا أحد أعلم منه و خص العرش بإضافته إليه تعظيما للعرش و يجوز أن يريد بالعرش الملك‌} «تُسَبِّحُ لَهُ اَلسَّمََاوََاتُ اَلسَّبْعُ وَ اَلْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ» معنى التسبيح هاهنا الدلالة على توحيد الله و عدله و أنه لا شريك له في الإلهية و جرى ذلك مجرى التسبيح باللفظ و ربما يكون التسبيح من طريق الدلالة أقوى لأنه يؤدي إلى العلم «وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلاََّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» أي ليس شي‌ء من الموجودات إلا و يسبح بحمد الله تعالى من جهة خلقته إذ كل موجود سوى القديم حادث يدعو إلى تعظيمه لحاجته إلى صانع غير مصنوع صنعه أو صنع من صنعه فهو يدعو إلى تثبيت قديم غني بنفسه عن كل شي‌ء سواه و لا يجوز عليه ما يجوز على المحدثات و قيل إن معناه و ما من شي‌ء من الأحياء إلا يسبح بحمده عن الحسن و قيل أن كل شي‌ء على العموم من الوحوش و الطيور و الجمادات يسبح الله تعالى حتى صرير الباب و خرير الماء عن إبراهيم و جماعة «وَ لََكِنْ لاََ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» أي لا تعلمون تسبيح هذه الأشياء حيث لم تنظروا فيها فتعلموا كيف دلالتها على توحيده «إِنَّهُ كََانَ حَلِيماً» يمهلكم و لا يعاجلكم بالعقوبة على كفركم «غَفُوراً» لكم إذا تبتم و أنبتم إليه.

ـ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 644
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست