responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 643

(1) - بالياء «تُسَبِّحُ لَهُ» بالتاء و قرأ حفص «كَمََا يَقُولُونَ» و «عَمََّا يَقُولُونَ» بالياء «تُسَبِّحُ» بالتاء و قرأ الجميع بالياء ابن كثير و قرأ الجميع بالتاء حمزة و الكسائي و خلف .

الحجة

قال أبو علي حجة من قال «لِيَذَّكَّرُوا» قوله‌ وَ لَقَدْ وَصَّلْنََا لَهُمُ اَلْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ فالتذكر هنا أشبه من الذكر لأنه كان يراد به التدبر و ليس يراد الذكر الذي هو ضد النسيان و لكنه كما قال‌ كِتََابٌ أَنْزَلْنََاهُ إِلَيْكَ مُبََارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيََاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا اَلْأَلْبََابِ و ليس المراد ليتذكروه بعد نسيانهم بل المراد ليتدبروه بعقولهم و وجه التخفيف أن التخفيف قد جاء في هذا المعنى‌ خُذُوا مََا آتَيْنََاكُمْ بِقُوَّةٍ وَ اُذْكُرُوا مََا فِيهِ فهذا ليس على معنى لا تنسوه و لكن تدبروه و من قرأ «كَمََا يَقُولُونَ» بالياء فالمعنى كما يقول المشركون من إثبات الآلهة من دونه فهو مثل قوله تعالى‌ «قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ» لأنهم غيب فأما من قرأ «سُبْحََانَهُ وَ تَعََالى‌ََ عَمََّا يَقُولُونَ» فإنه يحتمل وجهين (أحدهما) أن يعطف على «كَمََا يَقُولُونَ» (و الآخر) أن يكون نزه سبحانه نفسه عن دعوتهم قال «سُبْحََانَهُ وَ تَعََالى‌ََ عَمََّا يَقُولُونَ» و من قرأ كما تقولون بالتاء و «عَمََّا يَقُولُونَ» بالياء فإن الأول على ما تقدم و الثاني على أنه نزه نفسه عن قولهم و يجوز أن تحمله على القول كأنه قال قل أنت سبحانه و تعالى عما يقولون و أما قوله «تُسَبِّحُ لَهُ اَلسَّمََاوََاتُ» فكل واحد من الياء و التاء حسن.

المعنى‌

ثم احتج سبحانه على الذين تقدم ذكرهم فقال «وَ لَقَدْ صَرَّفْنََا» أي كررنا الدلائل و فصلنا المعاني و الأمثال و غير ذلك مما يوجب الاعتبار به «فِي هََذَا اَلْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا» أي ليتفكروا فيها فيعلموا الحق و حذف ذكر الدلائل و العبر لدلالة الكلام عليه و علم السامع به «وَ مََا يَزِيدُهُمْ إِلاََّ نُفُوراً» أي و ما يزداد هؤلاء الكفار عند تصريف الأمثال و الدلائل لهم‌ إلا تباعدا عن الاعتبار و نفورا عن الحق و أضاف النفور إلى القرآن لأنهم ازدادوا النفور عند نزوله كقوله‌ «فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعََائِي إِلاََّ فِرََاراً» فإن قيل إذا كان المعلوم أنهم يزدادون النفور عند إنزال القرآن فما المعنى في إنزاله و ما وجه الحكمة فيه قيل الحكمة فيه إلزام الحجة و قطع المعذرة في إظهار الدلائل التي تحسن التكليف و أنه يصلح عند إنزاله جماعة ما كانوا يصلحون عند عدم إنزاله و لو لم ينزل لكان هؤلاء الذين ينفرون عن الإيمان يفسدون بفساد أعظم من هذا النفور فالحكمة اقتضت إنزاله لهذه المعاني و إنما ازدادوا نفورا عند مشاهدة الآيات و الدلائل لاعتقادهم أنها شبه و حيل و قلة تفكرهم فيها} «قُلْ» يا محمد لهؤلاء المشركين «لَوْ كََانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمََا يَقُولُونَ» هم أو تقولون أنتم على القراءتين «إِذاً لاَبْتَغَوْا إِلى‌ََ ذِي اَلْعَرْشِ سَبِيلاً» أي لطلبوا طريقا يقربهم إلى مالك العرش و التمسوا الزلفة

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 643
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست