responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 590

(1) -} «وَ لاََ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهََا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ» أي لا تكونوا كالامرأة التي غزلت ثم نقضت غزلها من بعد إمرار و فتل للغزل و هي امرأة حمقاء من قريش كانت تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن و لا يزال ذلك دأبها و اسمها ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة و كانت تسمى خرقاء مكة عن الكلبي و قيل أنه مثل ضربه الله تعالى شبه فيه حال ناقض العهد بمن كان كذلك «أَنْكََاثاً» جمع نكث و هو الغزل من الصوف و الشعر يبرم ثم ينكث و ينقض ليغزل ثانية «تَتَّخِذُونَ أَيْمََانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ» أي دخلا و خيانة و مكرا و ذلك أنهم كانوا يخلفون في عهودهم و يضمرون الخيانة و كان الناس يسكنون إلى عهدهم ثم ينقضون العهد فقد اتخذوا أيمانهم مكرا و خيانة «أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى‌ََ مِنْ أُمَّةٍ» أي لا تنقضوا العهد بسبب أن يكون قوم أكثر من قوم و أمة أعلى من أمة و لأجل ذلك و تقديره‌ و لا تنكثوا أيمانكم متخذيها دغلا و غدرا و خديعة لمداراتكم قوما هم أكثر عددا ممن حلفتم له و لقلتكم و كثرتهم بل عليكم الوفاء بما حلفتم و الحفظ لما عاهدتم عليه «إِنَّمََا يَبْلُوكُمُ اَللََّهُ بِهِ» أي إنما يختبركم الله بالأمر بالوفاء و الهاء في به عائدة على الأمر و تحقيقه أنه يعاملكم معاملة المختبر ليقع الجزاء بحسب العمل «وَ لَيُبَيِّنَنَّ» أي و ليفصلن «لَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ مََا كُنْتُمْ فِيهِ» أي في صحته «تَخْتَلِفُونَ» و ليظهرن لكم حكمه حتى يعرف الحق من الباطل‌} «وَ لَوْ شََاءَ اَللََّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وََاحِدَةً» أي لجعلكم مهتدين يعني به مشيئة القدرة كما قال‌ وَ لَوْ شََاءَ اَللََّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى اَلْهُدى‌ََ «وَ لََكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشََاءُ» بالخذلان أو بالحكم عليه بالضلال «وَ يَهْدِي مَنْ يَشََاءُ» بالتوفيق و بالحكم عليه بالهداية و قد ذكرنا معاني الضلال و الهدى في سورة البقرة «وَ لَتُسْئَلُنَّ عَمََّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» من الطاعات و المعاصي فستجازون على كل منهما بقدره‌} «وَ لاََ تَتَّخِذُوا أَيْمََانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ» نهى سبحانه عن الحلف على أمر يكون باطنه بخلاف ظاهره فيضمر خلاف ما يظهر أي يضمر الخلف و الحنث فيه‌ «فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهََا» هذا مثل ضربه الله تعالى و معناه فتضلوا عن الرشد بعد أن تكونوا على هدى يقال زل قدم فلان في أمر كذا إذا عدل عن الصواب و قيل معناه فيسخط الله عليكم بعد رضاه عنكم لأن ثبات القدم تكون برضاء الله سبحانه و زلة القدم تكون بسخطه و قيل أنها نزلت في الذين بايعوا رسول الله ص على نصرة الإسلام و أهله فنهوا عن نقض ذلك «وَ تَذُوقُوا اَلسُّوءَ بِمََا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اَللََّهِ» أي تذوقوا العذاب بما منعتم الناس عن اتباع دين الله «وَ لَكُمْ» مع ذلك «عَذََابٌ عَظِيمٌ» يريد عذاب الآخرة و روي عن سلمان الفارسي "ره"أنه قال تهلك هذه الأمة بنقض مواثيقها و روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال نزلت هذه الآيات في ولاية علي (ع) و ما كان من قول رسول الله ص سلموا على‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 590
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست