اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 6 صفحة : 553
(1) -
القراءة
قرأ أهل الكوفة «لاََ يَهْدِي» بفتح الياء و الباقون بضم الياء و فتح الدال و لم يختلفوا في «يُضِلُّ» أنها مضمومة الياء مكسورة الضاد.
الحجة
قال أبو علي الراجع على اسم أن هو الذكر الذي في قوله «يُضِلُّ» في قراءة من قرأ يهدي و من قرأ «يَهْدِي» فمن جعل يهدي من هديته جاز أن يعود الذكر الفاعل الذي فيه إلى اسم أن و من جعل يهدي في معنى يهتدي و جعل من يضل مرتفعا به فالراجع إلى اسم أن الذكر الذي في يضل كما كان كذلك في قول من قال يهدي و الراجع إلى الموصول الذي هو من الهاء المحذوفة من الصلة تقديره يضله و المعنى أن من حكم بإضلاله لكفره و تكذيبه فلا يهدي و مثل هذا المعنى قوله «فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اَللََّهِ» تقديره من بعد إضلال الله إياه و المفعول محذوف أي من بعد حكمه بإضلاله و من قرأ «لاََ يَهْدِي» فهو في المعنى كقوله «مَنْ يُضْلِلِ اَللََّهُ فَلاََ هََادِيَ لَهُ» و هذا كقوله «وَ اَللََّهُ لاََ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظََّالِمِينَ» * و قوله «وَ مََا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ اَلْفََاسِقِينَ» فموضع من نصب بيهدي و قد قيل إن يهدي في معنى يهتدي بدلالة قوله «لاََ يَهِدِّي إِلاََّ أَنْ يُهْدىََ» فموضع من على هذا رفع كما أنه لو قال يهتدي كان كذلك و قوله «لاََ يَضِلُّ» من قولك ضل الرجل و أضله الله أي حكم بإضلاله كقولك كفر زيد و كفره الناس أي نسبوه إلى الكفر فقالوا إنه كافر كما أن أسقيته قلت له سقاك الله قال ذو الرمة :
و أسقيه حتى كاد مما أبثه # تكلمني أحجاره و ملاعبه.
اللغة
البلاغ و الإبلاغ إيصال المعنى إلي الغير و الحرص طلب الشيء بجد و اجتهاد يقال حرص يحرص حرصا و حرص يحرص بكسر الراء في الماضي و فتحها في المستقبل لغة و قد روي في الشواذ عن الحسن و إبراهيم إن تحرص بفتح الراء و الأول لغة أهل الحجاز و الأصل من السحابة الحارصة و هي التي تقشر وجه الأرض و شجة حارصة التي تقشر جلدة الرأس و كذلك الحرص كان صاحبه ينال من نفسه لشدة اهتمامه بما هو حريص فيه .
المعنى
ثم عاد سبحانه إلي حكاية قول المشركين فقال «وَ قََالَ اَلَّذِينَ أَشْرَكُوا»
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 6 صفحة : 553