اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 6 صفحة : 502
(1) - بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر ربتما بالتاء.
الحجة
قال أبو علي أنشد أبو زيد :
ماوي بل ربتما غارة # شعواء كاللذعة بالميسم
و أنشد أيضا:
يا صاحبا ربت إنسان حسن # يسأل عنك اليوم أو تسأل عن
و قال السكري ربما و ربتما و ربما و ربتما و رب و رب ست لغات قال سيبويه رب حرف و يلحقها ما على وجهين (أحدهما) أن يكون نكرة بمعنى شيء و ذلك كقوله:
ربما تكره النفوس من الأمر # له فرجة كحل العقال
فما في هذا البيت اسم لما يقدر من حذف الضمير إليه من الصفة و المعنى رب شيء تكرهه النفوس و إذا عاد إليه الهاء كان اسما و لم يجز أن يكون حرفا كما أن قوله أَ يَحْسَبُونَ أَنَّمََا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مََالٍ وَ بَنِينَ لما عاد إليه الذكر علمت بذلك أنه اسم و قوله فرجة يرتفع بالظرف في قول الناس جميعا و لا يرتفع بالابتداء و قد يقع أيضا لفظة من بعد رب في مثل قوله:
إلا رب من تغتشه لك ناصح # و مؤتمن بالغيب غير أمين
فكما دخلت رب على من و كانت نكرة في معنى شيء كذلك تدخل على ما و الآخر أن تدخل كافة كما في الآية و نحو قول الشاعر:
ربما أوفيت في علم # ترفعن ثوبي شمالات
و النحويون يسمون ما هذه كافة يريدون أنها بدخولها كفت الحرف عن العمل الذي كان له و هيأته لدخوله على ما لم يكن يدخل عليه أ لا ترى أن رب إنما تدخل على الاسم المفرد نحو رب رجل كريم يقول ذلك و ربه رجلا يقول ذلك و لا يدخل على الفعل فلما دخلت ما عليها سوغت لها الدخول على الفعل فمن ذلك قوله «رُبَمََا يَوَدُّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» فوقع
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 6 صفحة : 502