اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 87
(1) -
الإعراب
مات جملة في موضع جر صفة لأحد و تقديره على أحد ميت منهم و أبدا منصوب لأنه ظرف لقوله «تُصَلِّ» و إنما كسر أن من قوله «إِنَّهُمْ كَفَرُوا» و إن كان في موضع التعليل لتحقيق الإخبار بأنهم على الصفة التي ذكرها.
المعنى
ثم نهى سبحانه نبيه ص عن الصلاة عليهم فقال «وَ لاََ تُصَلِّ» يا محمد «عَلىََ أَحَدٍ مِنْهُمْ» أي من المنافقين «مََاتَ أَبَداً» أي بعد موته فإنه (ع) كان يصلي عليهم و يجري عليهم أحكام المسلمين«وَ لاََ تَقُمْ عَلىََ قَبْرِهِ» أي لا تقف على قبره للدعاء فإنه (ع) كان إذا صلى على ميت يقف على قبره ساعة و يدعو له فنهاه الله تعالى عن الصلاة على المنافقين و الوقوف على قبورهم و الدعاء لهم ثم بين سبحانه سبب الأمرين فقال «إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللََّهِ وَ رَسُولِهِ وَ مََاتُوا وَ هُمْ فََاسِقُونَ» فما صلى رسول الله ص بعد ذلك على منافق حتى قبض و في هذه الآية دلالة على أن القيام على القبر للدعاء عبادة مشروعة و لو لا ذلك لم يخص سبحانه بالنهي عنه الكافر و روي أنه ص صلى على عبد الله بن أبي و ألبسه قميصه قبل أن ينهى عن الصلاة على المنافقين عن ابن عباس و جابر و قتادة و قيل إنه ص أراد أن يصلي عليه فأخذ جبرائيل بثوبه و تلا عليه «وَ لاََ تُصَلِّ عَلىََ أَحَدٍ مِنْهُمْ» الآية عن أنس و الحسن و روي أنه قيل لرسول الله لم وجهت بقميصك إليه يكفن فيه و هو كافر فقال إن قميصي لن تغني عنه من الله شيئا و إني أؤمل من الله أن يدخل بهذا السبب في الإسلام خلق كثير فروي أنه أسلم ألف من الخزرج لما رأوه يطلب الاستشفاء بثوب رسول الله ص ذكره الزجاج قال و الأكثر في الرواية أنه لم يصل عليه} «وَ لاََ تُعْجِبْكَ أَمْوََالُهُمْ وَ أَوْلاََدُهُمْ» الخطاب للنبي ص و المراد به الأمة «إِنَّمََا يُرِيدُ اَللََّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهََا فِي اَلدُّنْيََا» بما يلحقهم فيها من المصائب و الغموم و بما يأخذها منهم المسلمون على وجه الغنيمة و بما يشق عليهم من إخراجها في الزكاة و الإنفاق في سبيل الله مع اعتقادهم بطلان الإسلام فيشد عليهم فيكون ذلك عذابا لهم «وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ» أي تهلك بالموت «وَ هُمْ كََافِرُونَ» أي في حال كفرهم و قد مضى تفسير مثل هذه الآية و إنما كرر للتذكير في موطنين مع بعد أحدهما عن الآخر
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 87