responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 72

(1) - النفاق و حسن ذلك لأن موضع الكلام على التهديد «قُلِ اِسْتَهْزِؤُا» معناه قل يا محمد لهؤلاء المنافقين استهزءوا أي اطلبوا الهزء و هو وعيد بلفظ الأمر «إِنَّ اَللََّهَ مُخْرِجٌ مََا تَحْذَرُونَ» أي مظهر ما تحذرون من ظهوره و المعنى أن الله يبين لنبيه باطن حالكم و نفاقكم‌} «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ» عن طعنهم في الدين و استهزائهم بالنبي ص و بالمسلمين «لَيَقُولُنَّ إِنَّمََا كُنََّا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ» و اللام للتأكيد و القسم و معناه لقالوا كنا نخوض خوض الركب في الطريق لا على طريق الجد و لكن على طريق اللعب و اللهو فكان عذرهم أشد من جرمهم «قُلْ» يا محمد «أَ بِاللََّهِ وَ آيََاتِهِ» أي حججه و بيناته و كتابه «وَ رَسُولِهِ» محمد ص «كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ» ثم أمر الله سبحانه نبيه ص أن يقول لهؤلاء المنافقين‌} «لاََ تَعْتَذِرُوا» بالمعاذير الكاذبة «قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمََانِكُمْ» أي فإنكم بما فعلتموه قد كفرتم بعد أن كنتم مظهرين الإيمان الذي يحكم لمن أظهره بأنه مؤمن و لا يجوز أن يكونوا مؤمنين على الحقيقة مستحقين للثواب ثم يرتدون على ما تقرر بالدليل و ذكر في غير هذا الموضع أن المؤمن لا يجوز أن يكفر «إِنْ نَعْفُ عَنْ طََائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طََائِفَةً بِأَنَّهُمْ كََانُوا مُجْرِمِينَ» أي كافرين مصرين على النفاق هذا إخبار منه سبحانه أنه إن عفا عن قوم منهم إذا تابوا يعذب طائفة أخرى لم يتوبوا و أقاموا على النفاق و الطائفة اسم للجماعة على الحقيقة لأنه اسم لما يطيف بغيره و يحيط به و قد سمي الواحد طائفة على معنى أنها نفس طائفة و قد ورد القرآن بذلك في قوله‌ «وَ لْيَشْهَدْ عَذََابَهُمََا طََائِفَةٌ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ» فقد ورد في الآثار عن أئمتنا (ع) أن أقل من يحذر عذابهما واحد من المؤمنين فصاعدا و روي أن هاتين الطائفتين كانوا ثلاثة نفر فهذا اثنان و ضحك واحد و هو الذي تاب من نفاقه و اسمه مخشي بن حمير فعفا الله عنه.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست