اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 67
(1) -
فلو لا الله و المهر المفدي # لأبت و أنت غربال الإهاب
فجعله غربالا لكثرة الخروق فيه من آثار الطعن و كذلك قوله هُوَ أُذُنٌ أجري على الجملة اسم الجارحة لما أراد به من كثرة استعماله لها في الإصغاء بها و يجوز أن يكون فعلا من أذن يأذن أذنا إذا استمع و منه قوله تعالى «وَ أَذِنَتْ لِرَبِّهََا» أي استمعت و قوله «اِئْذَنْ لِي» أي استمع لي و في الحديث ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن فعلى هذا يكون معناه أنه كثير الاستماع مثل أنف و سجح قال أبو زيد رجل أذن إذا كان يصدق بكل ما يسمع و قوله «أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ» بالإضافة و هو الأكثر في القراءة فمعناه أنه أذن خير أي مستمع خير و صلاح لكم و مصغ إليه لا مستمع شر و فساد من قرأ أذن خير لكم قال الزجاج معناه من يستمع منكم فيكون قريبا منكم قابلا للعذر خير لكم قال أبو علي و من رفع «وَ رَحْمَةٌ» كان المعنى هو أذن خير لكم و رحمة جعله الرحمة لكثرة هذا المعنى فيه و على هذا «وَ مََا أَرْسَلْنََاكَ إِلاََّ رَحْمَةً لِلْعََالَمِينَ» و يجوز أن يقدر حذف المضاف من المصدر و إما الجر في رحمة فعلى العطف على خير كأنه أذن خير و رحمة فإن قلت فيكون أذن رحمة فإن هذا لا يمتنع لأن الأذن في معنى مستمع في الأقوال الثلاثة التي تقدمت فكأنه مستمع رحمة فجاز هذا كما جاز مستمع خير أ لا ترى أن الرحمة من الخير فإن قلت فهلا استغني بشمول الخير للرحمة و غيرها عن تقدير عطف الرحمة عليه فالقول فيه أن ذلك لا يمتنع كما لا يمتنع «اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ اَلَّذِي خَلَقَ» ثم خص فقال خَلَقَ اَلْإِنْسََانَ و إن كان قوله خَلَقَ يعم الإنسان و غيره فكذلك الرحمة إذا كانت من الخير لم يمتنع أن تعطف فتخصص الرحمة بالذكر من ضروب الخير لغلبة من ذلك في وصفه كثرته كما خصص الإنسان بالذكر و إن كان الخلق قد عمه و غيره و البعد بين الجار و ما عطف عليه لا يمنع من العطف أ لا ترى أن من قرأ وَ قِيلِهِ يََا رَبِّ إنما يحمله علي وَ عِنْدَهُ عِلْمُ اَلسََّاعَةِ و علم قيله.
اللغة
الفرق بين الأحق و الأصلح أن الأحق قد يكون من غير صفات الفعل كقولك زيد أحق بالمال و الأصلح لا يقع هذا الموقع لأنه من صفات الفعل و تقول الله أحق بأن يطاع و لا تقول أصلح و المحادة مجاوزة الحد بالمشاقة و هي و المخالفة و المجانبة و المعاداة نظائر و أصله المنع و المحادة ما يعتري الإنسان من النزق لأنه يمنعه من الواجب و الخزي الهوان و ما يستحيي منه .
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 67