responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 58

(1) - الشهادة حسني لنا أيضا أي فقد كتب الله لنا ما يصيبنا و علمنا ما لنا فيه من الحظ عن الزجاج و الجبائي «هُوَ مَوْلاََنََا» أي هو مالكنا و نحن عبيده و قيل هو ولينا و ناصرنا يحفظنا و يتولى حياطتنا و دفع الضرر عنا «وَ عَلَى اَللََّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ اَلْمُؤْمِنُونَ» هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين بالتوكل عليه و الرضا بتدبيره و تقديره فليتوكل على الله المؤمنون‌} «قُلْ» يا محمد لهؤلاء المنافقين «هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنََا إِلاََّ إِحْدَى اَلْحُسْنَيَيْنِ» معناه هل تنتظرون لنا إلا إحدى الخصلتين الحميدتين و النعمتين العظيمتين إما الغلبة و الغنيمة في العاجل و إما الشهادة مع الثواب الدائم في الآجل عن ابن عباس و الحسن و مجاهد و غيرهم و هل و إن كان حرف الاستفهام فمعناه هنا التقريع بالتربص المؤدي صاحبه إلى كل ما كرهه من خيبة و فوز خصمه و من هلاكه و نجاة خصمه و من شقوته و سعادة خصمه «وَ نَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ» أي و نحن نتوقع بكم «أَنْ يُصِيبَكُمُ اَللََّهُ بِعَذََابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينََا» أي يوقع الله بكم عذابا من عنده يهلككم به أو بأن ينصرنا عليكم فيقتلكم بأيدينا «فَتَرَبَّصُوا» صورته صورة الأمر و المراد به التهديد كقوله‌ «اِعْمَلُوا مََا شِئْتُمْ» لأنه لو كان أمرا لهم لكانوا في تربصهم بالمؤمنين القتل مطيعين الله «إِنََّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ» أي منتظرون إما الشهادة و الجنة و إما الغنيمة و الأجر لنا و إما البقاء في الذل و الخزي و إما الموت أو القتل مع المصير إلى النار لكم و هذه الآية تفسير لقوله تعالى «قُلْ لَنْ يُصِيبَنََا إِلاََّ مََا كَتَبَ اَللََّهُ لَنََا» و قيل معناه فتربصوا هلاكنا فإنا متربصون هلاككم و قيل تربصوا مواعيد الشيطان في إبطال دين الله و نحن متربصون مواعيد الله في إظهار دينه و نصرة نبيه و استئصال مخالفيه.

ـ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست