اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 46
(1) - التي قبل حجة الوداع في ذي القعدة ثم حج النبي ص في العام القابل حجة الوداع فوافقت في ذي الحجة فذلك حين قال النبي ص و ذكر في خطبته إلا و إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات و الأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و رجب مضر الذي بين جمادى و شعبان أراد (ع) الأشهر الحرم رجعت إلى مواضعها و عاد الحج إلى ذي الحجة و بطل النسيء «يُضَلُّ بِهِ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» أي يضل بهذا النسيء الذين كفروا و من قرأ بضم الباء فمعناه يضلون به غيرهم و إضلالهم أنهم فعلوا ذلك ليحللوا للناس الأشهر الحرم التي حرم الله القتال فيها و أوجب الحج في بعضها فيستحلون ترك الحج في الوقت الذي هو واجب فيه و يوجبونه في الوقت الذي لا يجب فيه و جوزوا ذلك عليهم حتى ضلوا باتباعهم «يُحِلُّونَهُ عََاماً وَ يُحَرِّمُونَهُ عََاماً» أي يجعلون الشهر الحرام حلالا إذا احتاجوا إلى القتال فيه و يجعلون الشهر الحلال حراما و يقولون شهر بشهر و إذا لم يحتاجوا إلى القتال لم يفعلوا ذلك «لِيُوََاطِؤُا عِدَّةَ مََا حَرَّمَ اَللََّهُ» معناه أنهم لم يحلوا شهرا من الحرم إلا حرموا مكانه شهرا من الحلال و لم يحرموا شهرا من الحلال إلا أحلوا مكانه شهرا من الحرم ليكون موافقة في العدد و ذلك المواطاة «زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمََالِهِمْ» أي زينت لهم أنفسهم أو زين لهم الشيطان سوء أعمالهم عن الحسن و قيل معناه استحسنوا ذلك بهواهم «وَ اَللََّهُ لاََ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلْكََافِرِينَ» مر تفسيره.
اللغة
النفر الخروج إلى الشيء لأمر هيج عليه و منه نفور الدابة يقال نفرت الدابة نفورا و نفر إلى الثغر نفرا و نفيرا و التثاقل تعاطي إظهار ثقل النفس و مثله التباطؤ و ضده التسرع و المتاع الانتفاع بما يظهر للحواس و منه قولهم تمتع بالرياض و المناظر الحسان و يقال للأشياء
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 46