اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 44
(1) - بعهد و لا ذمة إلا من كان من أهل الجزية و أعطاها عن صغار و الظاهر هو الأول و قيل معناه قاتلوهم خلفا بعد سلف كما أنه يخلف بعضهم بعضا في قتالكم عن الأصم «وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ مَعَ اَلْمُتَّقِينَ» بالنصرة و الولاية و في هذه الآية دلالة على أن الاعتبار في السنين بالشهور القمرية لا بالشمسية و الأحكام الشرعية معلقة بها و ذلك لما علم الله سبحانه فيه من المصلحة و لسهولة معرفة ذلك على الخاص و العام
القراءة
قرأ أبو جعفر النسيء بالتشديد من غير همزة و قرأ جعفر بن محمد (ع) و الزهري النسي مخففا في وزن الهدي بغير همز و روي مثل ذلك أيضا عن شبل عن ابن كثير و الباقون «اَلنَّسِيءُ» بالمد و الهمز و قرأ «يُضَلُّ» بضم الياء و فتح الضاد أهل الكوفة غير أبي بكر و قرأ يضل بضم الياء و كسر الضاد أوقية من طريق ابن مقسم عن أبي عمرو و رويس عن يعقوب و الباقون يضل بفتح الياء و كسر الضاد.
الحجة
قال أبو علي النسيء مصدر كالنذير و النكير و عذير الحي و لا يجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول كما قاله بعض الناس لأنه إن حمل على ذلك كان معناه إنما المؤخر زيادة في الكفر و المؤخر الشهر و ليس الشهر نفسه بزيادة في الكفر و إنما الزيادة في الكفر تأخير حرمة الشهر إلى شهر آخر ليست له تلك الحرمة فأما نفس الشهر فلا و أما ما روي من النسي بالياء فذلك يكون على إبدال الياء من الهمزة و لا أعلمها لغة في التأخير كما أن أرجيت لغة في أرجأت و ما روي من النسي بتشديد الياء فعلى تخفيف الهمزة و ليس هذا القلب مثل القلب في النسي بالياء لأن النسي بتشديد الياء على وزن فعيل تخفيف قياسي كما أن مقروة في مقروءة تخفيف قياسي و ليس «اَلنَّسِيءُ» كذلك و ذكر ابن جني فيه ثلاثة أوجه (أحدها) أن يكون أراد النسيء ثم خفف بأن أبدلت الهمزة ياء كما قال الشاعر: "
أهبي التراب فوقه إهبايا
"أراد إهباء
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 44