responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 414

(1) - الدلالة على المرسل إليهم و قد قال الشاعر:

أ منك البرق أرقبه فهاجا # فبت أخاله دهما خلاجا

أي بت أخال الرعد صوت دهم فأضمر الرعد و لم يجر له ذكر لدلالة البرق عليه لمقاربة لفظ كل واحد منهما للآخر و في التنزيل سَرََابِيلَ تَقِيكُمُ اَلْحَرَّ و استغني عن ذكر البرد لدلالة الحر عليه و إن شئت قلت أن ذكرهم قد جرى في قوله‌ «أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي اَلْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» فيكون الضمير للذين من قبلهم من مكذبي رسل الله فإن ذهب ذاهب إلى أن المعنى ظن الرسل أن الذي وعد الله سبحانه أممهم على لسانهم قد كذبوا به فقد أتى عظيما لا يجوز أن ينسب مثله إلى الأنبياء و لا إلى صالحي عباد الله تعالى و كذلك من زعم أن ابن عباس ذهب إلى أن الرسل قد ضعفوا فظنوا أنهم قد أخلفوا لأن الله تعالى لا يخلف الميعاد حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا المؤمل قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أبي المعلى عن سعيد بن جبير في قوله «حَتََّى إِذَا اِسْتَيْأَسَ اَلرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا» قال إن الرسل يئسوا من قومهم أن يؤمنوا و أن قومهم ظنوا أن الرسل قد كذبوا فيما قالوا لهم أتاهم نصر الله عند ذلك و أما قوله «فَنُجِّيَ مَنْ نَشََاءُ» فإن ننجي حكاية للحال لأن القصة مما قد مضى و إنما حكي فعل الحال كما كانت عليه كما أن قوله‌ «وَ إِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ» حكاية للحال الكائنة و كما أن قوله‌ «رُبَمََا يَوَدُّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كََانُوا مُسْلِمِينَ» جاء على الحكاية للحال الكائنة و من ذلك قوله‌ «وَ كَلْبُهُمْ بََاسِطٌ ذِرََاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ» فلو لا حكاية الحال لم يعمل اسم الفاعل لأنه إذا مضى اختص و صار معهودا فخرج بذلك من شبه الفعل أ لا ترى أن الفعل لا يكون معهودا فكما أن اسم الفاعل إذا وصف أو حقر لم يعمل عمل الفعل لزوال شبه الفعل عنه بالاختصاص الذي يحدثه فيه التحقير و الوصف كذلك إذا كان ماضيا و أما النون الثانية من ننجي فهي مخفاة مع الجيم و كذلك النون مع سائر حروف الفم لا تكون إلا مخفاة قال أبو عثمان تبيينها معها لحن و للنون مع الحروف ثلاث أحوال الإدغام و الإخفاء و البيان و إنما تدغم إذا كانت مع مقاربها كما يدغم سائر المقاربة فيما يقاربه و الإخفاء فيها مع حروف الفم التي لا تقاربها و البيان فيها مع حروف الحلق فأما حذف النون الثانية من الخط فيشبه أن يكون لكراهة اجتماع المثلين فيه أ لا ترى أنهم كتبوا مثل العليا و الدنيا و يحيا و نحو ذلك بالألف فلو لا اجتماعها مع الياء لكتبت بالياء كما كتبت حبلى و يخشى و ما لم يكن فيه ياء من هذا النحو بالياء فكأنهم لما كرهوا اجتماع المثلين في الخط حذفوا النون و قوي ذلك أنه لا يجوز فيها إلا الإخفاء و لا يجوز فيها البيان فأشبه بذلك الإدغام لأن‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 414
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست