اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 409
(1) -
القراءة
في الشواذ قراءة عكرمة و عمرو بن فائد و الأرض يمرون عليها بالرفع و قراءة السدي و الأرض نصبا و القراءة المشهورة بالجر.
الحجة
من رفع أو نصب وقف على السماوات ثم ابتدأ و الأرض فالرفع على الابتداء و الجملة بعدها خبره و العائد إلى المبتدأ الهاء من عليها و الضمير في عنها عائد إلى الآية و أما النصب فبفعل مضمر تقديره و يطئون الأرض و يؤيد ذلك قراءة ابن مسعود يمشون عليها فلما أضمر الفعل الناصب فسره بقوله «يَمُرُّونَ عَلَيْهََا» و من جر الأرض على قراءة القراء فإن شاء وقف على الأرض و إن شاء وقف آخر الآية.
اللغة
الحرص طلب الشيء باجتهاد في إصابته و العالم الجماعة من الحيوان التي من شأنها أن تعلم مأخوذ من العلم و قيل لما حواه الفلك عالم على سبيل التبع للحيوان الذي ينتفع به و هو مخلوق لأجله و الغاشية المجللة للشيء بانبساطها عليه و غشيه يغشاه إذا غطاه و الغشاء الغطاء و البغتة الفجأة و هي مجيء الشيء من غير توقع .
الإعراب
و كأين في معنى كم و أصلها أي دخلت عليها الكاف و بغتة مصدر وضع موضع الحال تقول لقيته بغتة و فجاءة.
ـ
المعنى
لما تقدم ذكر الآيات و المعجزات التي لو تفكروا فيها عرفوا الحق من جهتها فلم يتفكروا بين عقيبها أن التقصير من جهتهم حيث رضوا بالجهل و ليس من جهته سبحانه لأنه نصب الأدلة و البينات و لا من جهتك لأنك دعوتهم فقال «وَ مََا أَكْثَرُ اَلنََّاسِ وَ لَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ» أي و ليس أكثر الناس بمصدقين و لو حرصت على إيمانهم و تصديقهم و اجتهدت في دعائهم إليه و إرشادهم إليه لأن حرص الداعي لا يغني شيئا إذا كان المدعو لا يجيب} «وَ مََا تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ» أي و لا تسألهم على تبليغ الرسالة و بيان الشريعة أجرا فيصدهم ذلك عن القبول و يمنعهم من الإيمان و يثقل عليهم ما يلزمهم من الغرامة فأعذارهم منقطعة «إِنْ هُوَ إِلاََّ ذِكْرٌ لِلْعََالَمِينَ» أي ما القرآن إلا موعظة و عبرة و تذكير للخلق أجمعين فلست بنذير لهؤلاء خاصة} «وَ كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ» أي كم من حجة و دلالة «فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» تدل على وحدانية الله تعالى من الشمس و القمر و النجوم في السماء و من الجبال و الشجر و ألوان النبات و أحوال المتقدمين و آثار الأمم السالفة في الأرض «يَمُرُّونَ عَلَيْهََا» و يبصرونها و يشاهدونها «وَ هُمْ عَنْهََا مُعْرِضُونَ» أي هم عن التفكر فيها و الاعتبار بها
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 409