responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 387

(1) - هذا التدبير ما لم يعلمه غيره عن القتيبي «مََا كََانَ لِيَأْخُذَ أَخََاهُ فِي دِينِ اَلْمَلِكِ إِلاََّ أَنْ يَشََاءَ اَللََّهُ» أي ما كان يمكنه أن يأخذ أخاه في حكم الملك و قضائه و أن يحبسه إذ لم يكن ذلك من حكم ملك مصر و أهله عن قتادة و قيل في دين الملك في سلطانه عن ابن عباس و قيل في عادته في جزاء من سرق أن يستعبد و قيل إنه كان عادلا و لو لا هذه الحيلة لما كان يمكنه من أخذ أخيه إلا أن يشاء الله أن يجعل ليوسف عذرا فيما فعل و قيل إلا أن يشاء الله أن يأمره بذلك لأنه كان لا يمكنه أن يقول هذا أخي و كان لا يمكنه حبسه من غير حيلة لأنه كان يكون فعله ظلما و كان من سنة آل يعقوب أن يسترق و في حكم الملك و أهل مصر أن يضرب و يعزم و حبسه يوسف على قولهم و التزم حكمهم الذي جرى على لسانهم مبالغة في نفي السرقة عن أنفسهم و كان ذلك مراده و قد شاء الله لأنه بأمره عن الحسن و إنما سماه كيدا لأنه لو لا هذا السبب لم يتهيأ له أخذه و الكيد ما يفعله فاعله ليوصل به إلى غيره ضررا من حيث لا يعلمه أو لينال منه شيئا من غير أن يعلمه «نَرْفَعُ دَرَجََاتٍ مَنْ نَشََاءُ» بالعلم و النبوة كما رفعنا درجة يوسف على إخوته و قيل بالتقوى و التوفيق و العصمة و الألطاف الجميلة «وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ» يعني أن كل عالم فإن فوقه عالما أعلم منه حتى ينتهي إلى الله تعالى العالم بجميع المعلومات لذاته فيقف عليه و لا يتعداه و في هذا دلالة على بطلان قول من يقول إن الله سبحانه عالم بعلم قديم لأنه لو كان كذلك لكان فوقه عليم على ما يقتضيه الظاهر.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 387
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست