responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 365

(1) - أردتم أكله فدوسوه و اتركوا الباقي في السنبل و قيل إنما أمرهم بذلك لأن السنبل لا يقع فيه سوس و لا يهلك و إن بقي مدة من الزمان و إذا صفي أسرع إليه الهلاك‌} «ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ سَبْعٌ شِدََادٌ» أي سبع سنين مجدبات صعاب تشد على الناس «يَأْكُلْنَ مََا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ» معناه تأكلن فيها ما قدمتم في السنين المخصبة لتلك السنين و إنما أضاف الأكل إلى السنين لأنه يقع فيها كما قال الشاعر:

نهارك يا مغرور سهو و غفلة # و ليلك نوم و الردى لك لازم

و سعيك فيما سوف تكره غبه # كذلك في الدنيا تعيش البهائم‌

و قيل أراد بالأكل الإفناء و الإهلاك كما يقال أكل السير لحم الناقة أي ذهب به قال زيد بن أسلم كان يوسف يصنع طعام اثنين فيقربه إلى رجل فيأكل نصفه حتى كان ذات يوم قربه إليه فأكله كله فقال هذا أول يوم من السبع الشداد «إِلاََّ قَلِيلاً مِمََّا تُحْصِنُونَ» معناه إلا شيئا قليلا مما تحرزون و تدخرون‌} «ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ عََامٌ فِيهِ يُغََاثُ اَلنََّاسُ» معناه ثم يأتي من بعد هذه السنين الشداد عام فيه يمطر الناس من الغيث و قيل يغاثون من الغوث و الغياث أي ينقذون و ينجون من القحط «وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ» الثمار التي تعصر في الخصب كالعنب و الزيت و السمسم عن ابن عباس و مجاهد و قتادة ينجون من الجدب من العصرة و العصر و الاعتصار الالتجاء قال عدي بن زيد :

لو بغير الماء حلقي شرق # كنت كالغصان بالماء اعتصاري‌

و هذا القول من يوسف إخبار بما لم يسألوه منه و لم يكن في رؤيا الملك بل هو مما أطلعه الله تعالى عليه من علم الغيب ليكون من آيات نبوته (ع) قال البلخي و هذا التأويل من يوسف يدل على بطلان قول من يقول إن الرؤيا على ما عبرت أولا لأنهم كانوا قالوا هي أضغاث أحلام فلو كان ما قالوه صحيحا لكان يوسف لا يتأولها.

ـ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 365
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست