اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 329
(1) -
اللغة
الذئب أصله الهمز و إن خففت جاز و قراءة الكسائي و خلف و أبو جعفر و ورش و الأعشى و اليزيدي بتخفيف الهمزة في المواضع الثلاث و الباقون بالهمز و جمع الذئب أذؤب و ذئاب و ذؤبان و تذائبت الريح أتت من كل جهة و حزنت و أحزنت لغتان و الحزن ألم القلب بفراق المحبوب و الشعور إدراك الشيء بمثل الشعرة في الدقة و منه المشاعر في البدن و المجيء و المصير إلى الشيء واحد و قد يكون المصير بالانقلاب كمصير الطين خزفا و قد يكون بمعنى الانتقال و العشاء آخر النهار و منه اشتق الأعشى لأنه يستضيء ببصر ضعيف و يقال العشاء أول ظلام الليل و يقال العشي من زوال الشمس إلى الصباح و العشاء من صلاة المغرب إلى العتمة و الاستباق افتعال من السبق و استبقا تبادرا حتى يظهر الأقوى و منه المسابقة و هو على ثلاثة أوجه سباق بالرمي و ذلك جائز بالاتفاق و سباق على الخيل و الإبل و ذلك جائز عندنا و سباق على الأقدام و ذلك غير جائز بعوض و به قال الشافعي و عند أبي حنيفة يجوز بعوض و بلا عوض و به قال قوم من أصحابنا و كذلك القول في الصراع و دم كذب أي مكذوب فيه و هو مصدر وصف به و قيل إن تقديره بدم ذي كذب قال الفراء يجوز أن يقع المصدر موقع المفعول كما يقع المفعول موقع المصدر في مثل قول الشاعر:
حتى إذا لم يتركوا لعظامه # لحما و لا لفؤاده معقولا
و لم يجزه سيبويه و قال المفعول لا يكون مصدرا و يتأول قولهم خذ ميسوره و دع معسوره و قال يعني به خذ ما يسر له و دع ما عسر عليه و كذلك ليس لفؤاده معقول أي ما يعقل به و روي عن عائشة أنها قرأت بدم كدب بالدال أي دم طري و التسويل تزيين النفس ما ليس بحسن و قيل هو تقدير معنى في النفس على الطمع في تمامه .
الإعراب
اللام في قوله «لَئِنْ» هي اللام التي يتلقى بها القسم و «إِنََّا إِذاً لَخََاسِرُونَ» جواب القسم «فَلَمََّا ذَهَبُوا بِهِ» جواب لما محذوف و تقديره عظمت فتنتهم أو كبر ما قصدوا له و الكوفيون يقولون الواو في «وَ أَجْمَعُوا» مقحمة و تقديره أجمعوا و لا يجيز البصريون إقحام الواو و قالوا لم يثبت ذلك بحجة و لا قياس و مما أنشده الكوفيون في ذلك قول الشاعر:
حتى إذا قملت بطونكم # و رأيتم أبناءكم شبوا
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 329