اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 322
322
(1) - اِبْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً فكل واحد منهما على انفراده يجوز أن يقال فيه آية فأفرد مع ذلك و من جمع جعل كل حال من أحواله آية على أن المفرد المنكر في الإيجاب يقع دالا على الكثرة كما يقع كذلك في غير الإيجاب قال الشاعر:
فقتلا بتقتيل و ضربا بضربكم # جزاء العطاش لا ينام من الثأر
و أما الغيابة فكل شيء غيب شيئا عن أبي عبيدة و أنشد:
فإن أنا يوما غيبتني غيابة # فسيروا بسيري في العشيرة و الأهل
و الجب الركية التي لم تطو فمن أفرد فالوجه فيه أن الجب لا يخلو من أن يكون له غيابة واحدة أو غيابات و غيابة المفرد يجوز أن يعني به الجمع كما يعني به الواحد و من جمع فإنه يجوز أن يكون له غيابة واحدة فجعل كل جزء منها غيابة كقولهم شابت مفارقة و بئر ذو غيابتين و يجوز أن يكون للبئر عدة غيابات فجمع لذلك و أما غيابات بالتشديد فيكون اسما جاء على فعالة كما جاء التيار للموج و الفياد للبوم الذكر و الفخار للخزف و غير ذلك و أما غيبة فيجوز أن يكون حدثا على فعلة من غاب فيكون بمعنى الظلمة و يجوز أن يكون موضعا على فعلة و أما من ضم التنوين فلأنه التقى الساكنان التنوين و القاف في اقتلوا و لزم تحريك الأول منهما فحركه بالضم ليتبع الضمة الضم كما قيل سر و مد و من كسر التنوين فإنه لم يتبع الضم كما أن من قال مد لم يتبع و كسر الساكن على ما يجري عليه أمر تحريك الساكن في الأمر الشائع.
اللغة
الآية و العلامة و العبرة نظائر و العصبة الجماعة التي يتعصب بعضها لبعض و يقع على جماعة من عشرة إلى خمس عشر و قيل ما بين العشرة إلى الأربعين و لا واحد له من لفظه كالقوم و الرهط و النفر و الفرق بين المحبة و الشهوة إن الإنسان يحب ولده و لا يشتهيه بأن يميل طبعه إليه و يرق عليه و يريد له الخير و الشهوة منازعة النفس إلى ما فيه اللذة و إنما سمي البئر جبا لأنه قطع عنها ترابها حتى بلغ الماء من غير طي و منه المجبوب قال الأعشى :
و إن كنت في جب ثمانين قامة # و رقيت أسباب السماء بسلم
و كل ما غيب شيئا عن الحس بكونه فيه فهو غيابة فغيابة البئر شبه لحف أو طاق فوق ما
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 322