responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 318

(1) -

القراءة

قرأ أبو جعفر و ابن عامر يا أبت بفتح التاء و الباقون بكسرها و ابن كثير وقف على الهاء يا أبه و الباقون بالتاء و روي في الشواذ عن أبي جعفر و نافع و طلحة بن سليمان أحد عشر بسكون العين و القراءة بفتحها و قرأ الكسائي إلا أبا الحرث و قتيبة بإمالة رؤياك و الرؤيا في جميع القرآن و روى أبو الحرث عنه فتح «رُؤْيََاكَ» و إمالة الباقي و قتيبة أمال للرؤيا تعبرون فقط و قرأ خلف في اختياره بإمالة ما فيه ألف و لام و الباقون بالتفخيم و خفف الهمزة في جميع ذلك أبو جعفر و ورش و شجاع و الترمذي إلا أن أبا جعفر يدغم الواو في الياء فيجعلها ياء مشددة.

الحجة

قال الزجاج من قرأ «يََا أَبَتِ» بكسر التاء فعلى الإضافة إلى نفسه و حذف الياء لأن ياء الإضافة تحذف في النداء و أما إدخال تاء التأنيث في الأب فإنما دخلت في النداء خاصة و المذكر قد يسمى باسم فيه علامة التأنيث و يوصف بما فيه تاء التأنيث فالاسم نحو نفس و عين و الصفة نحو غلام يفعة و رجل ربعة فلزمت التاء في الأب عوضا من ياء الإضافة و الوقف عليها يا أبه بالهاء و إن كانت في المصحف بالتاء و زعم الفراء أنك إذا كسرت وقفت بالتاء لا غير و إذا فتحت وقفت بالتاء و الهاء و لا فرق بين الكسر و الفتح و أما يا أبت بالفتح فعلى أنه أبدل من ياء الإضافة ألفا ثم حذفت الألف كما يحذف ياء الإضافة و بقيت الفتحة قال أبو علي من فتح فله وجهان (أحدهما) أن يكون مثل يا طلحة أقبل و وجه قول من قال يا طلحة إن هذا النحو من الأسماء التي فيها تاء التأنيث أكثر ما يدعى مرخما فلما كان كذلك رد التاء المحذوفة في الترخيم إليه و ترك الآخر يجري على ما كان يجري عليه في الترخيم من الفتح فلم يعتد بالهاء و أقحمها و الوجه الآخر أن يكون أراد يا أبتا فحذف الألف كما يحذف التاء فتبقى الفتحة دالة على الألف كما أن الكسرة تبقى دالة على الياء و الدليل على قوة هذا الوجه كثرة ما جاءت هذه الكلمة على هذا الوجه كقول الشاعر:

"و هل جزع أن قلت وا بتاهما"

و قول الأعشى :

و يا أبتا لا تزل عندنا # فإنا نخاف بأن تخترم‌

و قول رؤبة :

"يا أبتا عليك أو عساكا"

فلما كثرت هذه الكلمة في كلامهم ألزموها القلب و الحذف على أن أبا عثمان قد رأى ذلك مطردا في جميع هذا الباب و أما وقف ابن كثير على الهاء فلأن التاء التي للتأنيث يبدل منها الهاء في الوقف فيغير الحرف بذلك في الوقف كما غير التنوين إذا انفتح ما قبله بأن أبدل منه الألف و من قرأ أحد عشر بسكون العين قال ابن جني سبب ذلك عندي أن الاسمين لما جعلا كالاسم الواحد و بني الأول منهما لأنه كصدر

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست