اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 306
(1) -
تهدى رءوس المترفين الضداد # إلى أمير المؤمنين الممتاد
أي المسئول و إنما قيل للمتنعم مترف لأنه مطلق له لا يمنع من تنعمه .
ـ
الإعراب
«فَتَمَسَّكُمُ» منصوب لأنه جواب النهي بالفاء و تقديره لا يكن منكم ركون إلى الظالمين فمس النار إياكم «ثُمَّ لاََ تُنْصَرُونَ» ارتفع تنصرون على الاستئناف. «طَرَفَيِ اَلنَّهََارِ» منصوب على الظرف و زلفا معطوف عليه. «إِلاََّ قَلِيلاً» استثناء منقطع بمعنى لكن عن الزجاج تقديره لكن قليلا ممن أنجينا منهم نهوا عن الفساد.
المعنى
ثم نهى الله سبحانه عن المداهنة في الدين و الميل إلى الظالمين فقال «وَ لاََ تَرْكَنُوا إِلَى اَلَّذِينَ ظَلَمُوا» أي و لا تميلوا إلى مشركين في شيء من دينكم عن ابن عباس و قيل لا تداهنوا الظلمة عن السدي و ابن زيد و قيل إن الركون إلى الظالمين المنهي عنه هو الدخول معهم في ظلمهم و إظهار الرضا بفعلهم أو إظهار موالاتهم فأما الدخول عليهم أو مخالطتهم و معاشرتهم دفعا لشرهم فجائز عن القاضي و قريب منه ما روي عنهم (ع) إن الركون المودة و النصيحة و الطاعة«فَتَمَسَّكُمُ اَلنََّارُ» أي فيصيبكم عذاب النار «وَ مََا لَكُمْ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مِنْ أَوْلِيََاءَ» أي ما لكم سواه من أنصار يدفعون عنكم عذاب الله و في هذا بيان أنهم متى خالفوا هذا النهي و سكنوا إلى الظالمين نالتهم النار و لم يكن لهم ناصر يدفع عنهم عقوبة لهم على ذلك «ثُمَّ لاََ تُنْصَرُونَ» أي لا تنصرون في الدنيا على أعدائكم لأن نصر الله نوع من الثواب فيكون للمطيعين} «وَ أَقِمِ اَلصَّلاََةَ» أي أدها و ائت بأعمالها على وجه التمام في ركوعها و سجودها و سائر فروضها و قيل معناه أعملها على استواء و قيل أدم على فعلها «طَرَفَيِ اَلنَّهََارِ وَ زُلَفاً مِنَ اَللَّيْلِ» قيل أراد بطرفي النهار صلاة الفجر و المغرب و بزلف من الليل صلاة العشاء الآخرة و الزلف أول ساعات الليل عن ابن عباس و ابن زيد قالوا و ترك ذكر الظهر و العصر لأحد أمرين إما لظهورهما في أنهما صلاتا النهار فكأنه قال و أقم الصلاة طرفي النهار مع المعروفة من صلاة النهار و إما لأنهما مذكورتان على التبع للطرف الأخير لأنهما بعد الزوال فهما أقرب إليه و قد قال سبحانه أَقِمِ اَلصَّلاََةَ لِدُلُوكِ اَلشَّمْسِ إِلىََ غَسَقِ اَللَّيْلِ و دلوك الشمس زوالها و هذا القول هو المروي عن أبي جعفر (ع) و قيل صلاة طرفي النهار الغداة و الظهر و العصر و صلاة زلف الليل المغرب و العشاء الآخرة عن الزجاج و به قال مجاهد و الضحاك و محمد بن كعب القرظي و الحسن قالوا لأن طرف الشيء من الشيء و صلاة المغرب ليست من النهار قال الحسن قال رسول الله ص المغرب
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 306