responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 302

(1) - أبي علي و قال غيره في معنى لما بالتشديد أربعة أوجه (أحدها) قول الفراء أنها بمعنى لمن ما فحذفت إحدى الميمات الثلاث على ما تقدم ذكره و أنشد الفراء :

و إني لما أصدر الأمر وجهه # إذا هو أعيا بالسبيل مصادرة.

ـ (و الثاني) أنها بمعنى إلا كقولهم سألتك لما فعلت بمعنى إلا فعلت عن الزجاج و قال الفراء هذا لا يجوز إلا في اليمين كما قاله أبو علي (و الثالث) أنها مخففة شددت للتأكيد عن المازني قال الزجاج هذا لا يجوز لأنه إنما يجوز تخفيف المشدد عند الضرورة فأما تشديد المخفف فلا يجوز بحال (و الرابع) أنها من لممت الشي‌ء إذا جمعته إلا أنها بنيت على فعلى فلم تصرف مثل تترى فكأنه قال و إن كلا جميعا ليوفينهم و يدل عليه قراءة الزهري لما بالتنوين و قال ابن جني تقديره هذا و إن كلا ليوفينهم ربك أعمالهم لما أي توفية جامعة لأعمالهم جميعا و محصلا لأعمالهم تحصيلا فهو كقولك قياما لأقومن و ذكر الشيخ علي ابن أبي الطيب رحمة الله عليه فيه وجها آخر فقال هاهنا محذوف و تقديره و إن كلا لما عملوا ليوفينهم ربك أعمالهم و الحذف في الكلام كثير قال الشاعر:

إذا قلت سيروا إن ليلى لعلها # جرى دون ليلى مائل القرن أعضب‌

و المراد لعلها تلقاني أو تصلني أو نحو هذا فهذا وجه خامس فأما إذا خففت إن فانتصاب كلا مع حمل أن على النفي مشكل و قد ذكر فيه أن يكون التقدير و إن هم إلا ليوفينهم كلا أو و إن هم أعني كلا إلا ليوفينهم و هذان الوجهان مرغوب عنهما و على الجملة فإن تشديد الميم من لما مع تشديد إن و تخفيفه مشكل عند المحققين إذ لا يتأتى في لما هذه معنى لم و لا معنى الحين و لا معنى إلا و لا يعرف لها معنى سوى هذه و من قرأ و إن كل إلا ليوفينهم فمعناه ما كل إلا و الله ليوفينهم كقولك ما زيد إلا لأضربنه أي ما زيد إلا مستحق لأن يقال فيه هذا و يجوز أن يكون مخففة من الثقيلة و إلا زائدة كما في قول الشاعر:

أرى الدهر إلا منجنونا بأهله # و ما طالب الحاجات إلا معللا

أي أرى الدهر منجنونا بأهله و على ذلك تأولوا بيت ذي الرمة :

حراجيج ما تنفك إلا مناخة # على الخسف أو يرمي بها بلدا قفرا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست