responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 241

(1) - إياك حفظ الرائي لغيره إذا كان يدفع الضرر عنه و ذكر الأعين لتأكيد الحفظ و قيل أراد بالأعين الملائكة الموكلين بك و بحضرتهم و هم ينظرون بأعينهم إليك و إنما أضاف ذلك إلى نفسه إكراما و تعظيما لهم و قوله «وَ وَحْيِنََا» معناه و على ما أوحينا إليك من صفتها و حالها عن أبي مسلم و قيل المراد بوحينا إليك أن اصنعها و ذلك أنه (ع) لم يعلم صنعة الفلك فعلمه الله تعالى عن ابن عباس أي فإنا نوحي إليك بما تحتاج إليه من طوله و عرضه و هيأته «وَ لاََ تُخََاطِبْنِي فِي اَلَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ» أي لا تسألني العفو عن هؤلاء الذين كفروا من قومك و لا تشفع لهم فإنهم مغرقون عن قريب و هذا غاية في الوعيد كما يقول الملك لوزيره لا تذكر حديث فلان بين يدي و قيل إنه عنى به امرأته و ابنه و إنما نهاه عن ذلك ليصونه عن سؤال ما لا يجاب إليه و ليصرف عنه مأثم الممالأة للطغاة} «وَ يَصْنَعُ اَلْفُلْكَ» أي و جعل نوح (ع) يصنع الفلك كما أمره الله تعالى و قيل و أخذ نوح في صنعه السفينة بيده فجعل ينحتها و يسويها و أعرض عن قوله «وَ كُلَّمََا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ» أي كلما اجتاز به جماعة من أشراف قومه و رؤسائهم و هو يعمل السفينة هزؤا من فعله و قيل إنهم كانوا يقولون له يا نوح صرت نجارا بعد النبوة على طريق الاستهزاء و قيل إنما كانوا يسخرون من عمل السفينة لأنه كان يعملها في البر على صفة من الطول و العرض و لا ماء هناك يحمل مثلها فكانوا يتضاحكون و يتعجبون من عمله «قََالَ» أي كان يقول لهم «إِنْ تَسْخَرُوا مِنََّا فَإِنََّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمََا تَسْخَرُونَ» و المراد أن تستجهلونا في هذا الفعل فإنا نستجهلكم عند نزول العذاب بكم كما تستجهلونا عن الزجاج و قيل معناه فإنا نجازيكم على سخريتكم عند الغرق و الهلاك و أراد به تعذيب الله إياهم فسمى الجزاء باسم المجزي به و يحتمل أن يريد فإنا نسخر منكم بعد الغرق على وجه الشماتة لا على وجه السفه‌} «فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ» أينا أحق بالسخرية أو تعلمون عاقبة سخريتكم «مَنْ يَأْتِيهِ عَذََابٌ يُخْزِيهِ» هذا ابتداء كلام من نوح و الأظهر أن يكون متصلا بما قبله أي فسوف تعلمون أينا يأتيه عذاب يهينه و يفضحه في الدنيا و يكون يخزيه صفة العذاب «وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذََابٌ مُقِيمٌ» أي و ينزل عليه عذاب دائم في الآخرة.

[القصة]

قال الحسن كان طول السفينة ألف ذراع و مائتي ذراع و عرضها ستمائة ذراع و قال قتادة كان طولها ثلاثمائة ذراع و عرضها خمسين ذراعا و ارتفاعها ثلاثين ذراعا و بابها في عرضها و قال ابن عباس كانت ثلاث طبقات طبقة للناس و طبقة للأنعام و الدواب و طبقة للهوام و الوحش و جعل أسفلها للوحوش و السباع و الهوام و أوسطها للدواب و الأنعام و ركب هو و من معه في الأعلى مع ما يحتاج إليه من الزاد و كانت من خشب الساج و روت عائشة عن‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست