responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 21

(1) -

الحجة

حجة من أفرد أنه عني به المسجد الحرام و حجة من جمع أنه عني به المسجد الحرام و غيره من المساجد و يحتمل أن يكون أراد المسجد الحرام و إنما جمع لأن كل موضع منه مسجد يسجد عليه فيكون القراءتان بمعنى.

اللغة

الأصل في المسجد هو موضع السجود في العرف و يعبر به عن البيت المهيا لصلاة الجماعة فيه و العمارة أن يجدد منه ما استرم من الأبنية و منه اعتمر إذا زار لأنه يجدد بالزيارة ما استرم من الحال .

المعنى‌

لما أمر الله سبحانه بقتال المشركين و قطع العصمة و الموالاة عنهم أمر بمنعهم عن المساجد فقال «مََا كََانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسََاجِدَ اَللََّهِ» معناه لا ينبغي للمشركين أن يكونوا قواما على عمارة مساجد الله و متولين لأمرها و ينبغي أن يعمرها المسلمون و قيل أن المراد بذلك المسجد الحرام خاصة و قيل هي عامة في جميع المساجد «شََاهِدِينَ عَلى‌ََ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ» أي حال شهادتهم على أنفسهم بالكفر أو مع شهادتهم و اختلف في العمارة للمسجد فقيل هي بدخوله و نزوله كما يقال فلان يعمر مجلس فلان إذا أكثر غشيانه لأن المسجد تكون عمارته بطاعة الله و عبادته و قيل هي باستصلاحه و رم ما استرم منه لأنه إنما يعمر للعبادة عن الجبائي و قيل هي بأن يكونوا من أهله‌ أي لا ينبغي أن يترك المشركون فيكونوا أهل المسجد الحرام عن الحسن و اختلف في شهادتهم على أنفسهم بالكفر كيف هي فقيل هي أن النصراني يسأل ما أنت فيقول أنا نصراني و اليهودي يقول أنا يهودي و كذلك المشرك إذا سئل ما دينك يقول مشرك لا يقولها أحد غير العرب عن السدي و قيل معناه إن كلامهم يدل على كفرهم كما يقال كلام فلان يدل على بطلان دعواه عن الحسن و قيل هي قولهم لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه و ما ملك و قيل شهادتهم سجودهم لأصنامهم مع إقرارهم بأنها مخلوقة عن ابن عباس و معناه أنهم يشهدون على أنفسهم بأفعالهم و أحوالهم و من أظهر شيئا و بينه يقال قد شهد به «أُولََئِكَ حَبِطَتْ أَعْمََالُهُمْ» التي هي من جنس الطاعة من المؤمنين أي بطلت لأنهم أوقعوها على الوجه الذي لا يستحق لأجله الثواب عليها عند الله «وَ فِي اَلنََّارِ هُمْ خََالِدُونَ» أي مقيمون مؤبدون‌} «إِنَّمََا يَعْمُرُ مَسََاجِدَ اَللََّهِ» و لفظة إنما لإثبات المذكور و نفي ما عداه فمعناه لا يعمر مساجد الله بزيارتها و إقامة العبادات فيها أو ببنائها و رم المسترم منها إلا «مَنْ آمَنَ بِاللََّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ» أي من أقر بوحدانية الله و اعترف بالقيامة «وَ أَقََامَ اَلصَّلاََةَ» بحدودها «وَ آتَى اَلزَّكََاةَ» أي أعطاها إن وجبت عليه إلى مستحقها «وَ لَمْ يَخْشَ إِلاَّ اَللََّهَ» أي لم يخف سوى الله أحدا من المخلوقين‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست