responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 199

(1) - كان لله رضا «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ» اختلف في معناه فقال أكثر المفسرين معناه لما أغرق الله فرعون و قومه أنكر بعض بني إسرائيل غرق فرعون و قالوا هو أعظم شأنا من أن يغرق فأخرجه الله حتى رأوه فذلك قوله «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ» أي نلقيك على نجوة من الأرض و هي المكان المرتفع ببدنك أي بجسدك من غير روح و ذلك أنه طفا عريانا و قيل معناه نخلصك من البحر و أنت ميت و البدن الدرع قال ابن عباس كانت عليه درع من ذهب يعرف بها فالمعنى نرفعك فوق الماء بدرعك المشهورة ليعرفوك بها «لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً» أي لتكون نكالا لمن خلفك فلا يقولوا مثل مقالتك عن الكلبي و قيل أنه كان يدعي أنه رب فبين الله أمره و أنه عبد و فيه من الآية أنه غرق مع القوم و أخرج هو من بينهم و كان ذلك آية عن الزجاج «وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ اَلنََّاسِ عَنْ آيََاتِنََا لَغََافِلُونَ» يعني أن كثيرا من الناس عن التفكر في دلالاتنا و التدبر لحججنا و بيناتنا غافلون أي ذاهبون.

الإعراب‌

المبوء يجوز أن يكون مصدرا و يجوز أن يكون مكانا و يكون المفعول الثاني من بوأت على هذا محذوفا كما حذف من قوله‌ «وَ بَوَّأَكُمْ فِي اَلْأَرْضِ» و يجوز أن ينتصب المبوء نصب المفعول به على الاتساع و إن كان مصدرا فقد أجاز ذلك سيبويه في قوله أما الضرب فأنت ضارب.

المعنى‌

ثم بين سبحانه حال بني إسرائيل بعد إهلاك فرعون فقال «وَ لَقَدْ بَوَّأْنََا بَنِي إِسْرََائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ» أخبر سبحانه عن نعمه عليهم بعد أن أنجاهم و أهلك عدوهم يقول مكناهم مكانا محمودا و هو بيت المقدس و الشام و إنما قال «مُبَوَّأَ صِدْقٍ» لأن فضل ذلك المنزل على غيره من المنازل كفضل الصدق على الكذب‌و قيل معناه أنزلناهم في موضع خصب و أمن يصدق فيما يدل عليه من جلالة النعمة و قال الحسن يريد به مصر و ذلك أن موسى عبر ببني إسرائيل البحر ثانيا و رجع إلى مصر و تبوأ مساكن آل فرعون و قال الضحاك هو الشام و مصر «وَ رَزَقْنََاهُمْ مِنَ اَلطَّيِّبََاتِ» أي مكناهم الأشياء اللذيذة و هذا يدل على سعة أرزاق‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست