responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 19

(1) -

الحجة

قال ابن جني إذا نصب فالتوبة داخلة في جواب الشرط و إذا رفع فهو استئناف و تقديره في النصب أن تقاتلوهم تكن هذه الأشياء كلها التي أحدها التوبة من الله على من يشاء و الوجه قراءة الجماعة على الاستئناف لأنه تم الكلام على قوله وَ يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ثم استأنف فقال «وَ يَتُوبُ اَللََّهُ عَلى‌ََ مَنْ يَشََاءُ» لأن التوبة منه سبحانه على من يشاء ليست مسببة عن قتالهم.

المعنى‌

ثم أكد سبحانه ما تقدم بأن أمر المسلمين بقتالهم و بشرهم بالنصر و الظفر عليهم فقال «قََاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اَللََّهُ بِأَيْدِيكُمْ» قتلا و أسرا «وَ يُخْزِهِمْ» أي و يذلهم «وَ يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ» أي و يعنكم أيها المؤمنون عليهم «وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ» يعني صدور بني خزاعة الذين بيت عليهم بنو بكر عن مجاهد و السدي لأنهم كانوا حلفاء النبي ص } «وَ يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ» معناه و يكون ذلك النصر شفاء لقلوب المؤمنين التي امتلأت غيظا لكثرة ما نالهم من الأذى من جهتهم ثم استأنف سبحانه فقال «وَ يَتُوبُ اَللََّهُ عَلى‌ََ مَنْ يَشََاءُ» أي و يقبل توبة من تاب منهم مع فرط تعديهم رحمة و فضلا «وَ اَللََّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» عليهم بتوبتهم إذا تابوا حكيم في أمركم بقتالهم إذا نكثوا قبل أن يتوبوا و يرجعوا لأن أفعاله كلها صواب و حكمة و في هذا دلالة على نبوة نبينا ص لأنه وافق خبره المخبر.

النظم‌

و الوجه في اتصال قوله «وَ يَتُوبُ اَللََّهُ عَلى‌ََ مَنْ يَشََاءُ» بما قبله شيئان‌ (أحدهما) البشارة بأن فيهم من يتوب و يرجع عن الكفر إلى الإيمان (و الآخر) بيان أنه ليس في قتالهم اقتطاع لأحد منهم عن التوبة.

اللغة

الحسبان قوة المعنى في النفس من غير قطع و هو مشتق من الحساب لدخوله فيما يحتسب به و الترك ضد ينافي الفعل المبتدأ في محل القدرة عليه و يستعمل بمعنى أن لا يفعل كقوله‌ وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُمََاتٍ لاََ يُبْصِرُونَ و الوليجة الدخيلة في القوم من غيرهم و البطانة مثله وليجة الرجل من يختص بدخلة أمره دون الناس الواحد و الجمع فيه سواء و كل شي‌ء دخل في شي‌ء ليس منه فهو وليجة قال طرفة :

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست