responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 171

(1) - يلبث إلا ساعة و إما يوم نحشرهم فإنه يصلح أن يكون معمولا لأحد شيئين (أحدهما) أن يكون معمول يتعارفون (و الآخر) أن يكون يوم نحشرهم لما دل عليه قوله «كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا» فإذا جعلته معمولا لقوله «يَتَعََارَفُونَ» انتصب يوم على وجهين (أحدهما) أن يكون ظرفا معناه يتعارفون في هذا اليوم (و الآخر) أن يكون مفعولا على السعة على قوله يا سارق الليلة أهل الدار و معنى يتعارفون يحتمل أمرين (أحدهما) أن يكون المعنى مدة إماتتهم التي وقع حشرهم بعدها و حذف المفعول للدلالة عليه كما حذف في مواضع كثيرة و عدي تفاعل كما يعدى في قوله تخاطأت النبل أحشاءه أو يكون أعمل الفعل الذي دل عليه يتعارفون أ لا ترى أنه قد دل على يستعملون و يتعرفون و تعرفوا مدة اللبث هاهنا كما تعرفوها في قوله‌ قََالَ قََائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قََالُوا لَبِثْنََا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ و الآخر في التعارف ما جاء من قوله‌ وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى‌ََ بَعْضٍ يَتَسََاءَلُونَ ` قََالُوا إِنََّا كُنََّا قَبْلُ فِي أَهْلِنََا مُشْفِقِينَ فتعارفهم يكون على أحد هذين الوجهين فعلى هذا يكون قوله و يوم نحشرهم معمول يتعارفون و الآخر أن يكون يوم نحشرهم معمول ما دل عليه قوله «كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا» أ لا ترى أن المعنى تشابه أحوالهم أحوال من لم يلبث فيعمل في الظرف هذا المعنى و لا يمتنع المعنى من أن يعمل في الظرف و أن تقدم الظرف عليه كقولهم أكل يوم لك ثوب و إذا حملته على هذا لم يجز أن يكون صفة للمصدر لأن الموصوف الذي هو المصدر موضعه بعد الفعل تقديره يوم نحشرهم حشرا كأن لم يلبثوه أو لم يلبثوا قبله و الصفة لا يتقدم عليها ما تعمل فيه و لا يجوز أيضا أن تجعله صفة ليوم على هذا لأن الصفة لا تعمل في الموصوف أ لا ترى أن الصفة شرح للموصوف كما أن الصلة لا تعمل في الموصول لذلك فإن قلت فإذا قدرت كأن لم يلبثوا على تقدير الحال من الضمير هل يجوز أن يكون يوم معمولا له فإن ذلك لا يجوز لأن العامل في الحال يحشر أو نحشر و قد أضيف اليوم إليه و لا يجوز أن يعمل في المضاف المضاف إليه و لا ما يتعلق بالمضاف إليه لأن ذلك يوجب تقديمه على المضاف أ لا ترى أنه لم يجز القتال زيدا حين يأتي و إذا جعلت يتعارفون العامل في يوم نحشرهم لم يجز أن يكون صفة ليوم على أنك كأنك وصفت اليوم بقوله «كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا» و يتعارفون فوصفت يوم نحشرهم بجملتين لم يجز أن يكون معمولا لقوله «يَتَعََارَفُونَ» لأن الصفة لا تعمل في الموصوف و جاز وصف اليوم بالجمل و إن أضيف لأن الإضافة ليست بمحضة فلم تعرفه و يدل على النون في نحشرهم قوله سبحانه‌ وَ حَشَرْنََاهُمْ و قوله‌ فَجَمَعْنََاهُمْ جَمْعاً و نَحْشُرُهُ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ أَعْمى‌ََ و يدل على الياء قوله‌ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى‌ََ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ و كل واحد منهما يجري مجرى الآخر.

ـ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست