responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 169

(1) - و ردوا عليك قولك «فَقُلْ» لهم «لِي عَمَلِي» فإن كنت كاذبا فوباله علي «وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ» أي و لكم جزاء عملكم «أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمََّا أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِي‌ءٌ مِمََّا تَعْمَلُونَ» نظيره قوله‌ قُلْ يََا أَيُّهَا اَلْكََافِرُونَ إلى آخر السورة و هذا وعيد لهم من الله تعالى كقوله‌ اِعْمَلُوا عَلى‌ََ مَكََانَتِكُمْ و نحوه و قيل إن هذه الآية منسوخة بآية القتال و قيل أنه لا تنافي بين هذه الآية و آية القتال لأنها براءة و وعيد و ذلك لا ينافي الجهاد} «وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ» معناه و من جملة هؤلاء الكفار من يستمع إليك يا محمد و الاستماع طلب السمع فهم كانوا يطلبون السمع للرد لا للفهم فلذلك لزمهم الذم فإنهم إذا سمعوه على هذا الوجه كأنهم صم لم يستمعوه حيث لم ينتفعوا به «أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ اَلصُّمَّ» هذا خطاب للنبي ص بأنه لم يقدر على إسماع الصم «وَ لَوْ كََانُوا لاََ يَعْقِلُونَ» قال الزجاج معناه و لو كانوا جهالا و هذا مثل قول الشاعر:

"أصم عما ساءه سميع" «وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ» أي و من جملتهم من ينظر إليك يا محمد فلم يخبر بلفظ الجمع هنا لأنه حمله على اللفظ و قال «مَنْ يَسْتَمِعُونَ» فأخبر بلفظ الجمع حملا على المعنى أي ينظر إلى أفعالك و أقوالك لا نظر الحقيقة و العبرة بل نظر العادة فلا ينتفع بنظره «أَ فَأَنْتَ تَهْدِي اَلْعُمْيَ وَ لَوْ كََانُوا لاََ يُبْصِرُونَ» أي فكما أنك لا تقدر أن تبصر العمي فتنفعهم به كذلك لا تقدر أن تنفع بما تأتي به من الأدلة من ينظر إليها و لا يطلب الانتفاع بها و قوله «أَ فَأَنْتَ» استفهام المراد به النفي و قيل إن معنى الآيتين و منهم‌ من يستمع إلى كلامك استماع الطعن و التعنت و ينظر إلى أدلتك نظر الطاعن القادح فيها المكذب بها الراد عليها فلا تقدر أن تنفعهم بمثل هذا الاستماع و النظر} «إِنَّ اَللََّهَ لاََ يَظْلِمُ اَلنََّاسَ شَيْئاً وَ لََكِنَّ اَلنََّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» قد تمدح سبحانه في هذه الآية بأنه لا يظلم أحدا من الناس شيئا بأن ينقص من حسناتهم و جزاء طاعاته و لكنهم ينقصون أنفسهم و يظلمونها بارتكاب ما نهى الله عنه من القبائح و المعنى هنا أن الله تعالى لا يمنع أحدا الانتفاع بما كلفهم الانتفاع به من القرآن و الأدلة و لكنهم يظلمون أنفسهم بترك النظر فيه و الاستدلال به و تقويتهم أنفسهم الثواب عليها و إدخالهم عليها العقاب ففي الآية دلالة على أنه سبحانه لا يفعل الظلم فبطل قول المجبرة في إضافة كل ظلم إلى خلقه و إرادته.

النظم‌

قيل في اتصال الآية الأولى بما قبلها أنه سبحانه لما بين دلائل التوحيد و النبوات فعاندوا و كذبوا أمر فيما بعد بقطع العصمة عنهم و الوعيد لهم و أما الآية الأخيرة و هي قوله «إِنَّ اَللََّهَ لاََ يَظْلِمُ اَلنََّاسَ شَيْئاً» فالوجه في اتصالها بما قبلها أنها تتصل بقوله «فَانْظُرْ كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ اَلظََّالِمِينَ» يعني أنهم استحقوا ذلك الهلاك و العذاب بأفعالهم و ما ظلمناهم‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست