responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 165

(1) - النشأة الثانية «قُلِ اَللََّهُ يَبْدَؤُا اَلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ» معناه فإن قالوا ليس من شركائنا من يقدر عليه أو سكتوا فقل أنت لهم الله هو الذي يبدأ الخلق بأن ينشئه على غير مثال ثم يفنيه ثم يعيده يوم القيامة «فَأَنََّى تُؤْفَكُونَ» أي كيف تصرفون عن الحق و تقلبون عن الإيمان ثم استأنف الحجاج فقال سبحانه‌} «قُلْ» يا محمد «هَلْ مِنْ شُرَكََائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى اَلْحَقِّ» أي هل من هذه الأصنام من يهدي الناس إلى الرشد و ما فيه الصلاح و النجاة و الخير بدلالة ينصبها و حجة يظهرها فلا بد من أن يجيبوا بلا فـ «قُلْ» أنت لهم «اَللََّهُ» هو الذي «يَهْدِي لِلْحَقِّ» إلى طريق الرشاد يقال هديت إلى الحق و هديت للحق بمعنى واحد «أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى اَلْحَقِّ» معناه أ فمن يهدي غيره إلى طريق التوحيد و الرشد «أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ» أمره و نهيه «أَمَّنْ لاََ يَهِدِّي» أحدا «إِلاََّ أَنْ يُهْدى‌ََ» أو لا يهتدي هو إلا أن يهدى و الأصنام لا تهتدي و لا تهدي أحدا و إن هديت لأنها موات من حجارة و نحوها و لكن الكلام نزل على أنها إن هديت اهتدت لأنهم لما اتخذوها آلهة عبر عنها كما يعبر عمن يعقل و وصفت بصفة من يعقل و إن لم يكن في الحقيقة كذلك أ لا ترى إلى قوله سبحانه‌ «وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مََا لاََ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ شَيْئاً وَ لاََ يَسْتَطِيعُونَ» و قوله‌ «إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ عِبََادٌ أَمْثََالُكُمْ» و إنما هن موات أ لا ترى أنه قال‌ «فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ» «أَ لَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهََا» الآية و كذلك قوله‌ «إِنْ تَدْعُوهُمْ لاََ يَسْمَعُوا دُعََاءَكُمْ وَ لَوْ سَمِعُوا مَا اِسْتَجََابُوا لَكُمْ» فأجري عليه اللفظ كما يجري على من يعلم و على هذا فقوله «إِلاََّ أَنْ يُهْدى‌ََ» إلا بمنزلة حتى فكأنه قال أمن لا يهتدي حتى يهدى أم من لا يعلم حتى يعلم و من لا يستدل على شي‌ء حتى يدل عليه و إن كان لو دل أو علم لم يستدل و لم يعلم و لو هدي لم يهتد بين الله سبحانه بذلك جهلهم و قلة تمييزهم في تسويتهم من لا يعلم و لا يقدر بالله القادر و العالم و قال البلخي لا يهدي و لا يهتدي بمعنى واحد يقال هديته فهدى أي اهتدى و قيل إن المراد بذلك الملائكة و الجن لأنهم يهتدون إذا هدوا و قيل المراد به الرؤساء و المضلون الذين يدعون إلى الكفر و قيل إن المعنى في قوله «لاََ يَهِدِّي إِلاََّ أَنْ يُهْدى‌ََ» لا يتحرك إلا أن يحرك و لا ينتقل إلا أن ينقل كقول الشاعر:

"حيث تهدي ساقه قدمه"

أي يحمل و قيل معناه إلا أن يركب الله فيه آلة التمييز و الهداية و يرزقه فهما و عقلا فإن هدي حينئذ اهتدى «فَمََا لَكُمْ» قال الزجاج هذا كلام تام كأنه قال أي شي‌ء لكم في عبادة من لا يضر و لا ينفع «كَيْفَ تَحْكُمُونَ» هذا تعجيب من حالهم أي كيف تقضون بأن هذه الأصنام آلهة و أنها تستحق‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست