اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 15
15
(1) - عَلَيْكُمْ» هاهنا حذف و تقديره كيف يكون لهم عهد و كيف لا تقتلونهم و إنما حذفه لأن ما قبله من قوله كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ يدل على ذلك و مثله قول الشاعر يرثي أخا له قد مات:
و خبرتماني أنما الموت بالقرى # فكيف و هاتا هضبة و قليب
أي فكيف مات و ليس بقرية و مثله قول الحطيئة :
فكيف و لم أعلمهم حدلوكم # على معظم و لا أديمكم قدوا
أي و كيف تلومونني على مدح قوم و تذمونهم فاستغنى عن ذكر ذلك لأنه جرى في القصيدة ما يدل على ما أضمره و معناه كيف يكون لهؤلاء عهد عند الله و عند رسوله و هم بحال إن يظهروا عليكم و يظفروا بكم و يغلبوكم «لاََ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَ لاََ ذِمَّةً» أي لا يحفظوا و لا يراعوا فيكم قرابة و لا عهدا و الإل القرابة عن ابن عباس و الضحاك و العهد عن مجاهد و السدي و الجوار عن الحسن و الحلف عن قتادة و اليمين عن أبي عبيدة و قيل أن الإل اسم الله تعالى عن مجاهد و روي أن أبا بكر قرئ عليه كلام مسيلمة فقال لم يخرج هذا من إل فأين يذهب بكم و من قال إن الإل هو العهد قال جمع بينه و بين الذمة و إن كان بمعناه لاختلاف معنى اللفظين كما قال:
"و ألفى قولها كذبا و مينا"
و قال:
"متى أدن منه ينأ عني و يبعد"
«يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوََاهِهِمْ وَ تَأْبىََ قُلُوبُهُمْ» معناه يتكلمون بكلام الموالين لكملترضوا عنهم و تأبى قلوبهم إلا العداوة و الغدر و نقض العهد «وَ أَكْثَرُهُمْ فََاسِقُونَ» أي متمردون في الكفر و الشرك عن ابن الإخشيد و قال الجبائي أراد كلهم فاسقون لكنه وضع الخصوص موضع العموم و قال القاضي معناه أكثرهم خارجون عن طريق الوفاء بالعهد و أراد بذلك رؤساءهم.
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 15