responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 149

(1) - تعالى به عالما ففي نفي علمه بذلك نفي المعلوم و معناه أنه ليس في السماوات و لا الأرض إله غير الله و لا أحد يشفع لكم يوم القيامة و قيل معناه أ تخبرون الله بشريك أو شفيع لا يعلم شيئا كما قال‌ وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مََا لاََ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ فكذلك وصفهم بأنهم لا يعلمون في السماوات و الأرض شيئا «سُبْحََانَهُ وَ تَعََالى‌ََ عَمََّا يُشْرِكُونَ» أي تنزه الله تعالى عن أن يكون له شريك في استحقاق العبادة} «وَ مََا كََانَ اَلنََّاسُ إِلاََّ أُمَّةً وََاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا» فيه أقوال (أحدها) أن الناس كانوا جميعا على الحق و على دين واحد فاختلفوا في الدين الذي كانوا مجتمعين عليه ثم قيل أنهم اختلفوا على عهد آدم و ولده عن ابن عباس و السدي و مجاهد و الجبائي و أبي مسلم ، و متى اختلفوا؟قيل عند قتل أحد ابنيه أخاه و قيل اختلفوا بعد موت آدم (ع) لأنهم كانوا على شرع واحد و دين واحد إلى زمن نوح و كانوا عشرة قرون ثم اختلفوا عن أبي روق و قيل كانوا على ملة الإسلام من لدن إبراهيم (ع) إلى أن غيره عمرو بن لحي و هو أول من غير دين إبراهيم و عبد الصنم في العرب عن عطاء و يدل على صحة هذه الأقوال قراءة عبد الله و ما كان الناس إلا أمة واحدة على هدى فاختلفوا عنه (و ثانيها) أن الناس كانوا أمة واحدة مجتمعة على الشرك و الكفر عن ابن عباس و الحسن و الكلبي و جماعة ثم اختلف هؤلاء فقيل كانت أمة كافرة على عهد إبراهيم ثم اختلفوا فتفرقوا فمنهم مؤمن و منهم كافر عن الكلبي و قيل كانت كذلك منذ وفاة آدم إلى زمن نوح عن الحسن و قيل أراد به العرب الذين كانوا قبل مبعث النبي ص فإنهم كانوا مشركين إلى أن بعث النبي ص فآمن به قوم و بقي آخرون على الشرك و سئل علي (ع) عن هذا فقيل كيف يجوز أن يطبق أهل عصر على الكفر حتى لا يوجد مؤمن يشهد عليهم و الله تعالى يقول‌ فَكَيْفَ إِذََا جِئْنََا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ و أجيبوا عن ذلك بأنه يجوز أن يكون أهل كل عصر و إن لم يخل عن مؤمنين يشهدون عليهم فربما يقلون في عصر و إنما يتبع الاسم الأعم و على هذا يقال دار الإسلام و دار الكفر و في تفسير الحسن و ما كان الناس إلى مبعث نوح إلا ملة واحدة كافرة إلا الخاصة فإن الأرض لا تخلو من أن يكون لله تعالى فيها حجة (و ثالثها) إن الناس خلقوا على فطرة الإسلام ثم‌ اختلفوا في الأديان «وَ لَوْ لاََ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ» من أنه لا يعاجل العصاة بالعقوبة إنعاما عليهم في التأني بهم «لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ» أي فصل بينهم «فِيمََا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» بأن يهلك العصاة و ينجي المؤمنين لكنه أخرهم إلى يوم القيامة تفضلا منه إليهم و زيادة في الإنعام عليهم ثم حكى سبحانه عن هؤلاء الكفار فقال‌} «وَ يَقُولُونَ لَوْ لاََ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ» أي هلا أنزل على محمد آية من ربه تضطر الخلق إلى المعرفة بصدقة فلا يحتاجون معها إلى النظر و الاستدلال‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست