اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 146
(1) - و تدري أي تختل و منه الدرية في قول أكثر الناس الخمل الذي يستتر به الصايد من الوحش كأنه يختل به و داريت الرجل لاينته و خاتلته و إذا كان الحرف على هذا فالداري في وصف القديم سبحانه لا يسوغ فأما قول الراجز:
(لا هم لا أدري و أنت الداري)
فلا يكون حجة في جواز ذلك لأنه استجار ذلك لما تقدم من قوله لا أدري كما جاز فَمَنِ اِعْتَدىََ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ و إِنْ تَسْخَرُوا مِنََّا فَإِنََّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ و أيضا فإن الأعراب يذكرون أشياء يمتنع جوازها كما قالوا:
لا هم أن كنت الذي بعهدي # و لم تغيرك الأمور بعدي
و قال الآخر:
"لو خافك الله عليه حرمه"
فأما الهمزة على ما حكي عن الحسن و غيره فلا وجه له لأن الدرء الدفع قال ابن جني يجوز أن يكون لها وجه و إن كان فيه ضعف صنعة و هو أن يكون أراد و لا أدريتكم به ثم قلبت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها و إن كانت ساكنة كقولهم في ييأس يااس و في ييبس يابس و قال قطرب أن لغة عقيل في أعطيتك أن يقولوا أعطاتك ثم همز الألف على لغة من قال في الباز الباز و في العالم و الخاتم و النابل العالم و الخاتم و النابل و من قرأ و لا أدريكم به فمعناه و لا علمكم الله تعالى به فيكون نفيا للتلاوة و إثباتا للعلم و على قراءة الجماعة يكون نفيا للأمرين جميعا.
اللغة
التلقاء جهة مقابلة الشيء إلا أنه قد يستعمل ظرفا فيقال هو تلقاءه كما يقال هو حذاءه و قبالته و تجاهه و إزاءه و العمر بفتح العين و سكون الميم و العمر بضمهما البقاء و إذا استعمل في القسم فالفتح لا غير
النزول
قيل نزلت في خمسة نفر عبد الله بن أمية المخزومي و الوليد بن مغيرة و مكرز بن حفص و عمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري و العاص بن عامر بن هاشم قالوا للنبي ص ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات و العزى و مناة و هبل و ليس فيه عيبها أو بدله تكلم به من تلقاء نفسك عن مقاتل و قيل نزلت في المستهزءين قالوا يا محمد ائت بقرآن غير هذا فيه ما نسلكه عن الكلبي .
المعنى
ثم أخبر سبحانه عن مشركي قريش فقال «وَ إِذََا تُتْلىََ عَلَيْهِمْ آيََاتُنََا»
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 5 صفحة : 146