responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 140

(1) - و الدعوى قول يدعى به إلي أمر و التحية التكرمة بالحال الجليلة و لذلك يسمون الملك التحية قال:

(من كل ما نال الفتى قد نلته إلا التحية)

و هو مأخوذ من قولهم أحياك الله حياة طيبة .

ـ

المعنى‌

ثم إنه سبحانه أوعد الغافلين عن الأدلة المتقدمة المكذبين بالمعاد فقال «إِنَّ اَلَّذِينَ لاََ يَرْجُونَ لِقََاءَنََا» أي لقاء جزائنا و معناه لا يطمعون في ثوابنا و أضافه إلى نفسه تعظيما له و يحتمل أن يكون المعنى لا يخافون عقابنا كما يكون الرجاء بمعنى الخوف كما في قول الهذلي :

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها # و خالفها في بيت نوب عواسل‌

جعل سبحانه ملاقاة ما لا يقدر عليه إلا هو ملاقاة له كما جعل إتيان ملائكته إتيانا له في قوله‌ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاََّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللََّهُ تفخيما للأمر «وَ رَضُوا بِالْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» أي متعوا بها و اختاروها فلا يعملون إلا لها و لا يجتهدون إلا لأجلها مع سرعة فنائها و لا يرجون ما وراءها «وَ اِطْمَأَنُّوا بِهََا» أي و سكنوا إلى الدنيا بأنفسهم و ركنوا إليها بقلوبهم «وَ اَلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيََاتِنََا غََافِلُونَ» أي ذاهبون عن تأملها فلا يعتبرون بها} «أُولََئِكَ مَأْوََاهُمُ اَلنََّارُ» أي مستقرهم النار «بِمََا كََانُوا يَكْسِبُونَ» من المعاصي ثم وعد سبحانه المؤمنين بعد ما أوعد الكافرين فقال «إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا» أي صدقوا بالله و رسله «وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ» أي و أضافوا إلى ذلك الأعمال الصالحة «يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمََانِهِمْ» إلى الجنة «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ اَلْأَنْهََارُ فِي جَنََّاتِ اَلنَّعِيمِ» أي تجري بين أيديهم الأنهار و هم يرونها من علو كما قال سبحانه‌ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا و معلوم أنه لم يجعل السري الذي هو الجدول تحتها و هي قاعدة عليه و إنما أراد أنه جعله بين يديها و قيل معناه من تحت بساتينهم و أسرتهم و قصورهم عن الجبائي و قوله «بِإِيمََانِهِمْ» يعني به جزاء على إيمانهم‌} «دَعْوََاهُمْ فِيهََا» أي دعاء المؤمنين في الجنة و ذكرهم فيها أن يقولوا «سُبْحََانَكَ اَللََّهُمَّ» يقولون ذلك لا على وجه العبادة لأنه ليس هناك تكليف بل يلتذون بالتسبيح و قيل إنهم إذا مر بهم الطير في الهواء يشتهونه قالوا سبحانك اللهم فيأتيهم الطير فيقع مشويا بين أيديهم و إذا قضوا منه الشهوة قالوا الحمد لله رب العالمين فيطير الطير حيا كما كان فيكون مفتتح كلامهم في كل شي‌ء التسبيح و مختتم كلامهم التحميد فيكون‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 5  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست