اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 413
(1) - و نفس تقول اجهد بخائك لا تكن # كخاضبة لم يغن شيئا خضابها
و قال النمر بن تولب :
أما خليلي فإني لست معجله # حتى يؤامر نفسية كما زعما
نفس له من نفوس القوم صالحة # تعطي الجزيل و نفس ترضع الغنما
يريد أنه بين نفسين نفس تأمره بالجود و أخرى تأمره بالبخل و كنى برضاع الغنم عن البخل كما يقال لئيم راضع و النفس العين التي تصيب الإنسان و روي أن رسول الله ص كان يرقيفيقول بسم الله أرقيك و الله يشفيك من كل داء هو فيك من كل عين عاين و نفس نافس و حسد حاسد قال ابن الأعرابي النفوس الذي تصيب الناس بالنفس و ذكر رجلا فقال كان حسودا نفوسا كذوبا و قال ابن قيس الرقيات :
يتقي أهلها النفوس عليها # فعلى نحرها الرقى و التميم
و قال مضرس :
و إذا نموا صعدا فليس عليهم # منا الخيال و لا نفوس الحسد
و النفس الغيب يقال إني لأعلم نفس فلان أي غيبه و على هذا تأويل الآية و يقال النفس أيضا العقوبة و عليه حمل بعضهم قوله تعالى «وَ يُحَذِّرُكُمُ اَللََّهُ نَفْسَهُ» و الرقيب أصله من الترقب و هو الانتظار و معناه الحافظ و رقيب القوم حارسهم و الشهيد الشاهد لما يكون و يجوز أن يكون بمعنى العليم .
ـ
الإعراب
حقيقة إذ أن يكون لما مضى و هذا معطوف على ما قبله فكأنه قال يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم و ذلك إذ يقول يا عيسى و قيل أنه تعالى إنما قال له ذلك حين رفعه إليه فيكون القول ماضيا عن البلخي و هذا قول السدي و الصحيح الأول لأن الله عقب هذه الآية بقوله هََذََا يَوْمُ يَنْفَعُ اَلصََّادِقِينَ صِدْقُهُمْ و أراد به يوم القيامة و إنما خرج هذا مخرج الماضي و هو للمستقبل تحقيقا لوقوعه كقوله تعالى «وَ نََادىََ أَصْحََابُ اَلْجَنَّةِ أَصْحََابَ اَلنََّارِ» و مثله قوله «وَ لَوْ تَرىََ إِذْ فَزِعُوا فَلاََ فَوْتَ» يريد إذ يفزعون و كذلك قوله «وَ لَوْ تَرىََ إِذْ وُقِفُوا عَلَى اَلنََّارِ» و قال أبو النجم :
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 413