responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 397

(1) - و يقوي هذا القول تتابع الآثار في سورة المائدة بقلة المنسوخ و أنها من محكم القرآن و آخر ما نزل «إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي اَلْأَرْضِ فَأَصََابَتْكُمْ مُصِيبَةُ اَلْمَوْتِ» و معناه فأصابكم الموت علم الله تعالى أن من الناس من يسافر فيصحبه في سفره أهل الكتاب دون المسلمين و ينزل القرية التي لا يسكنها غيرهم و يحضره الموت فلا يجد من يشهده من المسلمين فقال «أَوْ آخَرََانِ مِنْ غَيْرِكُمْ» أي من غير دينكم إن أنتم سافرتم فأصابتكم مصيبة الموت فالعدلان من المسلمين للحضر و السفر إن أمكن إشهادهما في السفر و الذميان في السفر خاصة إذا لم يوجد غيرهما ثم قال «تَحْبِسُونَهُمََا مِنْ بَعْدِ اَلصَّلاََةِ فَيُقْسِمََانِ بِاللََّهِ إِنِ اِرْتَبْتُمْ» المعنى‌ تحبسونهما من بعد صلاة العصر لأن الناس كانوا يحلفون بالحجاز بعد صلاة العصر لاجتماع الناس و تكاثرهم في ذلك الوقت و هو المروي عن أبي جعفر (ع) و قتادة و سعيد بن جبير و غيرهم و قيل هي صلاة الظهر أو العصر عن الحسن و قيل بعد صلاة أهل دينهما يعني الذميين عن ابن عباس و السدي و معنى تحبسونهما تقفونهما كما تقول مر بي فلان على فرس فحبس على دابته أي وقفه و قيل معناه تصبرونهما على اليمين و هو أن يحمل على اليمين و هو غير متبرع بها إن ارتبتم في شهادتهما و شككتم و خشيتم أن يكونا قد غيرا أو بدلا أو كتما و خانا و الخطاب في تحبسونهما للورثة و يجوز أن يكون خطابا للقضاة و يكون بمعنى الأمرأي فاحبسوهما ذكره ابن الأنباري و كان يقف على قوله «مُصِيبَةُ اَلْمَوْتِ» و يبتدي بقوله «تَحْبِسُونَهُمََا» و يحتمل أن يكون أراد به وصي الميت إذا ارتاب بهما الورثة و ادعوا أنهما استبدا بشي‌ء من التركة فيصيران مدعى عليهما فيحلفان بالله «لاََ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً» أي لا نشتري بتحريف الشهادة ثمنا و التقدير لا نشتري به ذا ثمن أ لا ترى أن الثمن لا يشتري و إنما يشتري المبيع دون ثمنه و قيل إن الهاء في به يعود إلى القسم بالله و قيل معناه لا نبيعه بعرض من الدنيا لأن من باع شيئا فقد اشترى ثمنه و يريد لا نحابي في شهادتنا أحدا «وَ لَوْ كََانَ» المشهود له «ذََا قُرْبى‌ََ» خص ذا القربى بالذكر لميل الناس إلى أقربائهم و من يناسبونه «وَ لاََ نَكْتُمُ شَهََادَةَ اَللََّهِ» أي شهادة لزمنا أداؤها بأمر الله تعالى «إِنََّا إِذاً لَمِنَ اَلْآثِمِينَ» أي إنا إن فعلنا ذلك كنا من الآثمين.

ـ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست