responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 387

(1) - ساءت و حزنت و ذلك نحو ما مضى ذكره من الرجل الذي سأل عن أبيه و أشباه ذلك من أمور الجاهلية و قيل أن تقديره لا تسألوه عن أشياء عفا الله عنها إن تبد لكم تسؤكم فقدم و أخر فعلى هذا يكون قوله «عَفَا اَللََّهُ عَنْهََا» صفة لأشياء أيضا و معناه كف الله عن ذكرها و لم يوجب فيها حكما و كلام الزجاج يدل على هذا لأنه قال أعلم الله إن السؤال عن مثل هذا الجنس لا ينبغي أن يقع فإنه إذا ظهر فيه الجواب ساء ذلك و خاصة في وقت سؤال النبي (ص) على جهة تبيين الآيات‌فنهى الله عز و جل عن ذلك و اعلم أنه قد عفا عنها و لا وجه لمسألة ما عفا الله عنه و لعل فيه فضيحة على السائل إن ظهر و إلى هذا المعنى‌ أشار أمير المؤمنين (ع) في قوله إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها و حد لكم حدودا فلا تعتدوها و نهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها و سكت لكم عن أشياء و لم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها

و قال مجاهد كان ابن عباس إذا سئل عن الشي‌ء لم يجي‌ء فيه أثر يقول هو من العفو ثم يقرأ هذه الآية «وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْهََا حِينَ يُنَزَّلُ اَلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ» معناه و إن ألححتم و سألتم عنها عند نزول القرآن أظهر لكم جوابها إذا لم تقصدوا التعنت على النبي محمد (ص) فلا تتكلفوا السؤال عنها في الحال و قيل معناه و إن تسألوا عن أشياء حين ينزل القرآن تحتاجون إليها في الدين من بيان محمد (ص) و نحو ذلك تكشف لكم و هذه الأشياء غير الأشياء الأولى إلا أنه قال «وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْهََا» لأنه كان قد سبق ذكر الأشياء و قيل إن الهاء راجعة إلى الأشياء الأولى فبين لهم أنكم إن سألتم عنها عند نزول القرآن في الوقت الذي يأتيه الملك بالقرآن يظهر لكم ما تسألون عنه في ذلك الوقت فلا تسألوه و دعوه مستورا ثم قال «عَفَا اَللََّهُ عَنْهََا» أي عفا الله عن تبعة سؤالكم و يكون تقديره عفا الله عن مسألتكم التي سلفت منكم مما كرهه النبي (ص) «وَ اَللََّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ» فلا تعودوا إلى مثلها و هذا قول ابن عباس في رواية عطا و أما على ما ذكرنا من أن قوله «عَفَا اَللََّهُ» على التقديم‌فيكون تقدير الآية لا تسألوا عن أشياء ترك الله ذكرها و بيانها لأنكم لا تحتاجون إليها في التكليف أن تظهر لكم تحزنكم و تغمكم و قال بعضهم أنها نزلت فيما سألت الأمم أنبياءها من الآيات و يؤيده الآية التي بعدها.

النظم‌

قيل في اتصال هذه الآية بما قبلها وجوه (أحدها) أنه تتصل بقوله «تُفْلِحُونَ» لأن من الفلاح ترك السؤال عما لا يحتاج إليه (و ثانيها) أنه تتصل بقوله «مََا عَلَى اَلرَّسُولِ إِلاَّ اَلْبَلاََغُ» فإنه يبلغ ما فيه المصلحة فلا تسألوه عما لا يعنيكم (و ثالثها) أنها تتصل بقوله «وَ اَللََّهُ يَعْلَمُ مََا تُبْدُونَ وَ مََا تَكْتُمُونَ» أي لا تسألوه فيظهر سرائركم.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 387
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست