responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 371

(1) - الله تعالى ذلك فيهما و المعنى يريد الشيطان إيقاع العداوة بينكم بالإغواء المزين لكم ذلك حتى إذا سكرتم زالت عقولكم و أقدمتم من القبائح على ما كان يمنعه منه عقولكم قال قتادة إن الرجل كان يقامر في ماله و أهله فيقمر و يبقى حزينا سليبا فيكسبه ذلك العداوة و البغضاء «وَ يَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اَللََّهِ» أي يمنعكم عن الذكر لله بالتعظيم و الشكر على آلائه «وَ عَنِ اَلصَّلاََةِ» التي هي قوام دينكم «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» صيغته الاستفهام و معناه النهي و إنما جاز في صيغة الاستفهام أن يكون على معنى النهي لأن الله ذم هذه الأفعال و أظهر قبحها و إذا ظهر قبح الفعل للمخاطب ثم استفهم عن تركه لم يسعه إلا الإقرار بالترك فكأنه قيل له أ تفعله بعد ما قد ظهر من قبحه ما ظهر فصار المنتهي بقوله «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» في محل من عقد عليه ذلك بإقراره و كان هذا أبلغ في باب النهي من أن يقال انتهوا و لا تشربوا.

المعنى‌

لما أمر الله تعالى باجتناب الخمر و ما بعدها عقبه بالأمر بالطاعة له فيه و في غيره فقال «وَ أَطِيعُوا اَللََّهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ » و الطاعة هي امتثال الأمر و الانتهاء عن المنهي عنه و لذلك يصح أن يكون الطاعة طاعة الاثنين بأن يوافق أمرهما و إرادتهما «وَ اِحْذَرُوا» هذا أمر منه تعالى بالحذر من المحارم و المناهي قال عطاء يريد و احذروا سخطي و الحذر هو امتناع القادر من الشي‌ء لما فيه من الضرر «فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ» أي فإن أعرضتم و لم تعملوا بما آمركم به «فَاعْلَمُوا أَنَّمََا عَلى‌ََ رَسُولِنَا اَلْبَلاََغُ اَلْمُبِينُ» معناه الوعيد و التهديد كأنه قال فاعلموا أنكم قد استحققتم العقاب لتوليكم عما أدى رسولنا إليكم من البلاغ المبين يعني الأداء الظاهر الواضح فوضع كلام موضع كلام للإيجاز و لو كان الكلام على صيغة من غير هذا التقدير لا يصح لأن عليهم أن يعلموا ذلك تولوا أو لم يتولوا و ما في قوله «أَنَّمََا» كافة لأن عن عملها.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست