responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 37

37

(1) - قال حتى يكون الشيطان هو المسحور و في كتاب من لا يحضره الفقيه قال قال رسول الله ص في آخر خطبة خطبها من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه ثم قال و إن السنة لكثيرة من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه ثم قال و إن الشهر لكثير من تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه ثم قال و إن اليوم لكثير من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه ثم قال و إن الساعة لكثيرة من تاب قبل موته و قد بلغت نفسه هذه و أهوى بيده إلى حلقه تاب الله عليه‌ و روى الثعلبي بإسناده عن عبادة بن الصامت عن النبي هذا الخبر بعينه إلا أنه قال في آخره و إن الساعة لكثيرة من تاب قبل أن يغرغر بها تاب الله عليه‌ و روى أيضا بإسناده عن الحسن قال قال رسول الله ص لما هبط إبليس قال و عزتك و جلالتك و عظمتك لا أفارق ابن آدم حتى تفارق روحه جسده فقال الله سبحانه و عزتي و عظمتي و جلالي لا أحجب التوبة عن عبدي حتى يغرغر بها «فَأُولََئِكَ يَتُوبُ اَللََّهُ عَلَيْهِمْ» أي يقبل توبتهم «وَ كََانَ اَللََّهُ عَلِيماً» بمصالح العباد «حَكِيماً» فيما يعاملهم به‌} «وَ لَيْسَتِ اَلتَّوْبَةُ» التوبة المقبولة التي ينتفع بها صاحبها «لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ اَلسَّيِّئََاتِ» أي المعاصي و يصرون عليها و يسوفون التوبة «حَتََّى إِذََا حَضَرَ أَحَدَهُمُ اَلْمَوْتُ» أي أسباب الموت من معاينة ملك الموت و انقطع الرجاء عن الحياة و هو حال اليأس التي لا يعلمها أحد غير المحتضر «قََالَ إِنِّي تُبْتُ اَلْآنَ» أي فليس عند ذلك اليأس التوبة و أجمع أهل التأويل على أن هذه قد تناولت عصاة أهل الإسلام إلا ما روي عن الربيع أنه قال إنها في المنافقين و هذا لا يصح لأن المنافقين من جملة الكفارو قد بين الكفار بقوله «وَ لاَ اَلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفََّارٌ» و معناه و ليست التوبة أيضا للذين يموتون على الكفر ثم يندمون بعد الموت «أُولََئِكَ أَعْتَدْنََا» أي هيأنا «لَهُمْ عَذََاباً أَلِيماً» أي موجعا و إنما لم يقبل الله تعالى التوبة في حال اليأس و اليأس من الحياة لأنه يكون العبد هناك ملجأ إلى فعل الحسنات و ترك القبائح فيكون خارجا عن حد التكليف إذ لا يستحق على فعله المدح و لا الذم و إذا زال عنه التكليف لم تصح منه التوبة و لهذا لم يكن أهل الآخرة مكلفين و لا تقبل توبتهم و من استدل بظاهر قوله تعالى «أَعْتَدْنََا لَهُمْ عَذََاباً أَلِيماً» على وجوب العقاب لمن مات من مرتكبي الكبائر من المؤمنين قبل التوبة فالانفصال عن استدلاله أن يقال إن معنى إعداد العذاب لهم إنما هو خلق النار التي هي مصيرهم فالظاهر يقتضي استيجابهم لدخولها و ليس في الآية أن الله يفعل بهم ما يستحقونه لا محالة و يحتمل أيضا أن يكون «أُولََئِكَ» إشارة إلى الذين يموتون و هم كفار لأنه أقرب إليه من قوله «لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ اَلسَّيِّئََاتِ» و يحتمل أيضا أن يكون التقدير أعتدنا لهم العذاب إن عاملناهم بالعدل و لم نشأ العوف عنهم و تكون الفائدة فيه إعلامهم ما

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست