responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 355

(1) - «مَا اَلْمَسِيحُ اِبْنُ مَرْيَمَ إِلاََّ رَسُولٌ» أي ليس هو بإله «قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ اَلرُّسُلُ» أي كما أن الرسل الذين مضوا قبله ليسوا بآلهة و إن أتوا بالمعجزات الباهرات فكذلك المسيح فمن ادعى له الإلهية فهو كمن ادعى لهم الإلهية لتساويهم في المنزلة «وَ أُمُّهُ صِدِّيقَةٌ» لأنها تصدق بآيات ربها و منزلة ولدها و تصدقه فيما أخبرها به بدلالة قوله‌ «وَ صَدَّقَتْ بِكَلِمََاتِ رَبِّهََا» عن الحسن و الجبائي و قيل سميت صديقة لكثرة صدقها و عظم منزلتها فيما تصدق به من أمرها «كََانََا يَأْكُلاََنِ اَلطَّعََامَ» قيل فيه قولان (أحدهما) أنه احتجاج على النصارى بأن من ولده النساء و يأكل الطعام لا يكون إلها للعباد لأن سبيله سبيلهم في الحاجة إلى الصانع المدبر و المعنى أنهما كانا يعيشان بالغذاء كما يعيش سائر الخلق فكيف يكون إلها من لا يقيمه إلا أكل الطعام و هذا معنى قول ابن عباس (و الثاني) إن ذلك كناية عن قضاء الحاجة لأن من أكل الطعام لا بد له من الحدث فلما ذكر الأكل صار كأنه أخبر عن عاقبته «اُنْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ اَلْآيََاتِ» أمر سبحانه النبي (ص) و أمته بأن يفكروا فيما بين تعالى من الآيات أي الدلالات على بطلان ما اعتقدوه من ربوبية المسيح ثم أمر بأن ينظر «ثُمَّ اُنْظُرْ أَنََّى يُؤْفَكُونَ» أي كيف يصرفون عن الحق الذي يؤدي إليه تدبر الآيات فالنظر الأول إنما هو إلى فعله تعالى الجميل في نصب الآيات‌و إزاحة العلل و النظر الثاني إلى أفعالهم القبيحة و تركهم التدبر للآيات ثم زاد تعالى في الاحتجاج عليهم فقال‌} «قُلْ» يا محمد «أَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مََا لاََ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لاََ نَفْعاً» أي أ توجهون عبادتكم إلى من لا يقدر لكم على النفع و الضر لأن القادر عليهما هو الله أو من يمكنه الله تعالى من ذلك و المستحق للعبادة إنما هو القادر على أصول النعم و النفع و الضر و الخلق و الإحياء و الرزق و لا يقدر على ذلك غير الله فلا يستحق العبادة سواه «وَ اَللََّهُ هُوَ اَلسَّمِيعُ» لأقوالكم «اَلْعَلِيمُ» بضمائركم و في هذا تحذير من الجزاء و استدعاء إلى التوبة ثم دعاهم إلى ترك الغلو فقال‌} «قُلْ» يا محمد للنصارى فإنهم المخاطبون هنا و قال قوم أنه خطاب لليهود و النصارى لأن اليهود غلوا أيضا في تكذيب عيسى و محمد «يََا أَهْلَ اَلْكِتََابِ لاََ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ» أي لا تتجاوزوا الحد الذي حده الله لكم إلى الإزدياد و ضده التقصير و هو الخروج عن الحد إلى النقصان و الزيادة في الحد و النقصان عنه كلاهما فساد و دين الله الذي أمر به هو بين الغلو و التقصير و هو الاقتصار «غَيْرَ اَلْحَقِّ» أي مجاوزين الحق إلى الغلو و إلى التقصير فيفوتكم الحق و من قال إن الخطاب لليهود و النصارى فغلو نصارى في عيسى ادعاؤهم له الإلهية و غلو اليهود فيه تكذيبهم له و نسبتهم إياه إلى أنه لغير رشدة «وَ لاََ تَتَّبِعُوا أَهْوََاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ» قال‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست