اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 346
(1) - الحد في الظلم منهم فإن ضرر ذلك عائد عليهم و قيل معناه لا تحزن على هلاكهم و عذابهم فذلك جزاؤهم بفعالهم.
الإعراب
اختلف في وجه ارتفاع قوله « اَلصََّابِئُونَ » فقال الكسائي هو نسق على ما في «هََادُوا» قال الزجاج و هذا خطأ من جهتين (إحداهما) أن الصابئ على هذا القول يشارك اليهودي في اليهودية و ليس كذلك فإن الصابئ غير اليهودي فإن جعل هادوا بمعنى تابوا من قوله إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ لا من اليهودية و يكون المعنى تابوا هم و الصابئون فالتفسير جاء بغير ذلك لأن معنى «اَلَّذِينَ آمَنُوا» في هذه الآية إنما هو الإيمان بأفواههم ثم ذكر اليهود و النصارى فقال من آمن منهم بالله فله كذا فجعلهم يهودا و نصارى فلو كانوا مؤمنين لم يحتج إلى أن يقال من آمن منهم فلهم أجرهم و هذا قول الفراء و الزجاج في الإنكار عليه و الجهة الأخرى أن العطف على الضمير المرفوع من غير توكيد قبيح و إنما يأتي في ضرورة الشعر كما قال عمر بن أبي ربيعة :
قلت إذ أقبلت و زهر تهادى # كنعاج الملأ تعسفن رملا
و قال الفراء أنه عطف على ما لم يتبين فيه الإعراب مع ضعف إن قال و هذا يجوز في مثل الذين و المضمر نحو إني و زيد قائمان و لا يجوز إن زيدا و عمرو قائمان قال الزجاج و هذا غلط لأن إن تعمل النصب و الرفع و ليس في العربية ناصب ليس معه مرفوع لأن كل منصوب مشبه بالمفعول و المفعول لا يكون بغير فاعل و كيف يكون نصب إن ضعيفا و هو يتخطى الظروف فتنصب ما بعدها نحو إِنَّ فِيهََا قَوْماً جَبََّارِينَ و نصب إن من أقوى المنصوبات و قال سيبويه و الخليل و جميع البصريين أن قوله «وَ اَلصََّابِئُونَ » محمول على التأخير و مرفوع بالابتداء
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 346