responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 339

(1) - عندي أن لا يقدر فيها الإضافة و لكن يجعل الاسمان بمنزلة اسم واحد كحضرموت فيمن لم يضف و كان القياس أن يتحرك اللام من أيادي بالفتح في موضع النصب إلا أنهم أسكنوه و لم يحركوه و شبهوه بالحالتين الأخيرتين و هذا الضرب قد اطرد فيه الإسكان فقالوا معديكرب و قالي و بادي بدا فأسكنوا جميع ذلك.

ـ

المعنى‌

ثم أخبر الله تعالى بعظيم فريتهم فقال «وَ قََالَتِ اَلْيَهُودُ يَدُ اَللََّهِ مَغْلُولَةٌ» أي مقبوضة عن العطاء ممسكة عن الرزق فنسبوه إلى البخل عن ابن عباس و قتادة و عكرمة و الضحاك قالوا إن الله كان قد بسط على اليهود حتى كانوا من أكثر الناس مالا و أخصبهم ناحية فلما عصوا الله في محمد ص و كذبوه كف الله عنهم ما بسط عليهم من السعة فقال عند ذلك فنحاص بن عازورا «يَدُ اَللََّهِ مَغْلُولَةٌ» و لم يقل إلى عنقه قال أهل المعاني إنما قال فنحاص و لم ينهه الآخرون و رضوا بقوله فأشركهم الله في ذلك و قيل معناه يد الله مكفوفة عن عذابنا فليس يعذبنا إلا بما يبر به قسمه قدر ما عبد آباؤنا العجل عن الحسن و قيل إنه استفهام و تقديره أ يد الله مغلولة عنا حيث قتر المعيشة علينا و قال أبو القاسم البلخي يجوز أن يكون اليهود قالوا قولا و اعتقدوا مذهبا يؤدي معناه إلى أن الله يبخل في حال و يجود في حالة أخرى فحكى عنهم ذلك على وجه التعجيب منهم و التكذيب لهم و يجوز أن يكونوا قالوا ذلك على وجه الهزء من حيث لم يوسع على النبي و على أصحابه و ليس ينبغي أن يتعجب من قوم يقولون لموسى اِجْعَلْ لَنََا إِلََهاً كَمََا لَهُمْ آلِهَةٌ و يتخذون العجل إلها أن يقولوا إن الله يبخل تارة و يجود أخرى و قال الحسين بن علي المغربي حدثني بعض اليهود بمصر أن طائفة منهم قالت ذلك «غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ» قيل فيه أقوال (أحدها) أنه على سبيل الإخبار أي غلت أيديهم في جهنم عن الحسن و اختاره الجبائي و معناه شدت إلى أعناقهم و تأويله أنهم جوزوا على هذا القول بهذا الجزاء فعلى هذا يكون في الكلام ضمير الفاء أو الواو و تقديره فغلت أيديهم أو و غلت لأن كلامهم قد تم و استؤنف بعده كلام آخر و من عاداتهم أنهم يحذفون فيما يجري هذا المجرى و من ذلك قوله‌ وَ إِذْ قََالَ مُوسى‌ََ لِقَوْمِهِ يا قوم إِنَّ اَللََّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قََالُوا أَ تَتَّخِذُنََا هُزُواً و المراد فقالوا لأن كلام موسى قد تم (و ثانيها) أن يكون القول خرج مخرج الدعاء كما يقال قاتله الله عن أبي مسلم و على هذا فيكون معناه تعليمنا و توفيقنا على الدعاء عليهم كما علمنا الاستثناء في غير هذا الموضع بقوله‌ لَتَدْخُلُنَّ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرََامَ إِنْ شََاءَ اَللََّهُ‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست