responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 328

(1) - حركتها إلى الزاي كما تقول رأيت خبأ تريد خباء.

اللغة

الهزء السخرية و هو إظهار ما يلهي تعجبا مما يجري قال الله تعالى‌ «وَ لَقَدِ اُسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ» و قال الشاعر:

أ لا هزئت و أعجبها المشيب # فلا نكر لديك و لا عجيب‌

يقال هزأ به هزأ و تهزأ و استهزأ و اللعب الأخذ على غير طريق الحق و مثله العبث و أصله من لعاب الصبي يقال لعب يلعب إذا سأل لعابه لأنه يخرج إلى غير جهته فلذلك اللاعب يمر إلى غير جهة الصواب .

النزول‌

قيل كان رفاعة بن زيد بن التابوت و سويد بن الحرث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا و كان رجال من المسلمين يوادونهما فنزلت الآية عن ابن عباس .

المعنى‌

ثم أكد سبحانه النهي عن موالاة الكفار فقال «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَتَّخِذُوا اَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَ لَعِباً» أي أظهروا الإيمان باللسان و استبطنوا الكفر فذلك معنى تلاعبهم بالدين «مِنَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتََابَ مِنْ قَبْلِكُمْ» يعني اليهود و النصارى «وَ اَلْكُفََّارَ» بالجر أي و من الكفار «أَوْلِيََاءَ» بطانة و أخلاء فيكون الهزء من الكتابي و من المشرك و المنافق و يدل على استهزاء المشركين قوله سبحانه‌ «إِنََّا كَفَيْنََاكَ اَلْمُسْتَهْزِئِينَ ` اَلَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اَللََّهِ إِلََهاً آخَرَ» و يدل على استهزاء المنافقين قوله‌ «وَ إِذََا خَلَوْا إِلى‌ََ شَيََاطِينِهِمْ قََالُوا إِنََّا مَعَكُمْ إِنَّمََا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ» و كل من ذكرنا من المشركين و المنافقين و من لم يسلم من اليهود و النصارى يقع عليه اسم كافر يدل على ذلك قوله‌ «لَمْ يَكُنِ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ اَلْكِتََابِ وَ اَلْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ» فإذا وقع على المستهزءين اسم كافر حسن أن يكون قوله «وَ اَلْكُفََّارَ» تبيينا للاسم الموصول و هو الذي اتخذوا دينكم هزوا و لعبا كما كان قوله «مِنَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتََابَ مِنْ قَبْلِكُمْ» تبيينا له و لو قال من الكفار فبين به لعم الجميع و لكن الكفار كان إطلاقه على المشركين أغلب فلذلك فصل بينهما و أما القراءة بالنصب فمعناه لا تتخذوا المستهزءين من أهل الكتاب و لا تتخذوا الكفار أولياء «وَ اِتَّقُوا اَللََّهَ» في موالاتهم بعد النهي عنها «إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» بوعده و وعيده أي ليس من صفات المؤمنين موالاة من يطعن في الدين فمن كان مؤمنا غضب لإيمانه على من طعن فيه و كافأه بما يستحقه من‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست