responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 316

316

(1) - الزمن المحصن ثم احتكموا إليه في قتيل كان بينهم عن الجبائي و جماعة من المفسرين‌ و هو المروي عن أبي جعفر (ع) (و الثاني) أن الأمر الأول مطلق و الثاني يدل على أنه منزل «وَ اِحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مََا أَنْزَلَ اَللََّهُ إِلَيْكَ» قيل فيه قولان: (أحدهما) أن معناه احذرهم أن يضلوك عن ذلك إلى ما يهوون من الأحكام بأن يطمعوك منهم في الإجابة إلى الإسلام عن ابن عباس (و الثاني) إن معناه احذرهم أن يضلوك بالكذب على التوراة لأنه ليس كذلك الحكم فيها فإني قد بينت لك حكمها عن ابن زيد و في هذه الآية دلالة على وجوب مجانبة أهل البدع و الضلال و ذوي الأهواء و ترك مخالطتهم «فَإِنْ تَوَلَّوْا» أي فإن أعرضوا عن حكمك بما أنزل الله «فَاعْلَمْ أَنَّمََا يُرِيدُ اَللََّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ» قيل في معناه أقوال (أحدها) أن معناه فاعلم يا محمد إنما يريد الله أن يعاقبهم ببعض إجرامهم، ذكر البعض و المراد به الكل كما يذكر العموم و يراد به الخصوص عن الجبائي ، (و الثاني) أنه ذكر البعض تغليظا للعقاب‌و المراد أنه يكفي أن يؤاخذوا ببعض ذنوبهم في إهلاكهم و التدمير عليهم (و الثالث) أنه أراد تعجيل بعض العقاب بما كان من التمرد في الأجرام لأن عذاب الدنيا يختص ببعض الذنوب دون بعض و عذاب الآخرة يعم و قيل المراد بذلك إجلاء بني النضير لأن علماءهم لما كفروا و كتموا الحق عوقبوا بالجلاء عن الحسن و قيل المراد بنو قريظة لما نقضوا العهد يوم الأحزاب عوقبوا بالقتل «وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ اَلنََّاسِ لَفََاسِقُونَ» هذا تسلية للنبي ص عن امتناع القوم من الإقرار بنبوته و الإسراع إلى إجابته بأن أهل الإيمان قليل و أهل الفسق كثير فلا ينبغي أن يعظم عليك ذلك ثم أنكر عليهم فعلهم فقال‌} «أَ فَحُكْمَ اَلْجََاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ» و المراد به اليهود عن مجاهد و اختاره الجبائي قال لأنهم كانوا إذا وجب الحكم على ضعفائهم ألزموهم إياه و إذا وجب على أقويائهم و أشرافهم لم يؤاخذوهم به فقيل لهم أ فحكم الجاهلية أي عبدة الأوثان تطلبون و أنتم أهل الكتاب و قيل المراد به كل من طلب غير حكم الله فإنه يخرج منه إلى حكم الجاهلية و كفى بذلك أن يحكم بما يوجبه الجهل دون ما يوجبه العلم «وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اَللََّهِ حُكْماً» أي لا أحد حكمه أحسن من حكم الله «لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ» أي عند قوم أقيمت اللام مقام عنه عن الجبائي و هذا جائز إذا تقاربت المعاني و ارتفع اللبس فإذا قيل الحكم لهم فلأنهم يستحسنونه و إذا قيل عندهم فلان عندهم العلم بصحته.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست