responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 240

240

(1) - اَلْحَرََامِ » يعني النبي و أصحابه لما صدوهم عام الحديبية «أَنْ تَعْتَدُوا» و معناه لا يكسبنكم بغضكم قوما الاعتداء عليهم بصدهم إياكم عن المسجد الحرام قال أبو علي الفارسي معناه لا تكتسبوا لبغض قوم عدوانا و لا تقترفوه هذا فيمن فتح أن و يوقع النهي في اللفظ على الشنآن و المعني بالنهي المخاطبون كما قالوا لا أرينك هاهنا وَ لاََ تَمُوتُنَّ إِلاََّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ و من جعل «شَنَآنُ» صفة فقد أقام الصفة مقام الموصوف و يكون تقديره و لا يحملنكم بغض قوم و المعنى على الأول و من قرأ إن صدوكم بكسر الألف فقد مر ذكر معناه و «أَنْ تَعْتَدُوا» معناه أن تتجاوزوا حكم الله فيهم إلى ما نهاكم عنه نهى الله المسلمين عن الطلب بذحول الجاهلية عن مجاهد و قال هذا غير منسوخ و هو الأولى و قال ابن زيد و هو منسوخ «وَ تَعََاوَنُوا عَلَى اَلْبِرِّ وَ اَلتَّقْوى‌ََ وَ لاََ تَعََاوَنُوا عَلَى اَلْإِثْمِ وَ اَلْعُدْوََانِ» و هو استئناف كلام و ليس بعطف على تعتدوا فيكون في موضع نصب أمر الله عباده بأن يعين بعضهم بعضا على البر و التقوى و هو العمل بما أمرهم الله تعالى به و اتقاء ما نهاهم عنه و نهاهم أن يعين بعضهم بعضا على الإثم و هو ترك ما أمرهم به و ارتكاب ما نهاهم عنه من العدوان و هو مجاوزة ما حد الله لعباده في دينهم و فرض لهم في أنفسهم عن ابن عباس و أبي العالية و غيرهما من المفسرين «وَ اِتَّقُوا اَللََّهَ إِنَّ اَللََّهَ شَدِيدُ اَلْعِقََابِ» هذا أمر منه تعالى بالتقوى و وعيد و تهديد لمن تعدى حدوده و تجاوز أمره يقول احذروا معصية الله فيما أمركم به و نهاكم عنه فتستوجبوا عقابه و تستحقوا عذابه ثم وصف تعالى عقابه بالشدة لأنه نار لا يطفأ حرها و لا يخمد جمرها نعوذ بالله منها.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست