responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 213

(1) -

المعنى‌

ثم عطف سبحانه على ما تقدم بقوله «فَبِظُلْمٍ مِنَ اَلَّذِينَ هََادُوا» أي من اليهود معناه فبما ظلموا أنفسهم بارتكاب المعاصي التي تقدم ذكرها و قد مضى فيما تقدم عن الزجاج أنه قال «فَبِظُلْمٍ مِنَ اَلَّذِينَ هََادُوا» بدل من قوله فبنقضهم ميثاقهم و ما بعده و العامل في الباء قوله «حَرَّمْنََا عَلَيْهِمْ طَيِّبََاتٍ» و لكنه لما طال الكلام أجمل في قوله «فَبِظُلْمٍ» ما ذكره قبل و أخبر أنه حرم على اليهود الذين نقضوا ميثاقهم الذي واثقوا الله عليه و كفروا بآياته و قتلوا أنبياءه و قالوا على مريم بهتانا عظيما و فعلوا ما وصفه الله طيبات من المأكل و غيرها «أُحِلَّتْ لَهُمْ» أي كانت حلالا لهم قبل ذلك فلما فعلوا ما فعلوا اقتضت المصلحة تحريم هذه الأشياء عليهم عن مجاهد و أكثر المفسرين و قال أبو علي الجبائي حرم الله سبحانه هذه الطيبات على الظالمين منهم عقوبة لهم على ظلمهم و هي ما بين في قوله تعالى‌ «وَ عَلَى اَلَّذِينَ هََادُوا حَرَّمْنََا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَ مِنَ اَلْبَقَرِ وَ اَلْغَنَمِ» الآية «وَ بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اَللََّهِ كَثِيراً» أي و بمنعهم عباد الله عن دينه و سبيله التي شرعها لعباده صدا كثيرا و كان صدهم عن سبيل الله تقولهم على الله الباطل‌و ادعائهم أن ذلك عن الله و تبديلهم كتاب الله و تحريفهم معانيه عن وجوهه و أعظم من ذلك كله جحدهم نبوة محمد ص و تركهم بيان ما علموه من أمره لمن جهله من الناس عن مجاهد و غيره‌} «وَ أَخْذِهِمُ اَلرِّبَوا» أي ما فضل على رءوس أموالهم بتأخيرهم له عن محله إلى أجل آخر «وَ قَدْ نُهُوا عَنْهُ» أي عن الربا «وَ أَكْلِهِمْ أَمْوََالَ اَلنََّاسِ بِالْبََاطِلِ» أي بغير استحقاق و لا استيجاب و هو ما كانوا يأخذونه من الرشى في الأحكام كقوله‌ وَ أَكْلِهِمُ اَلسُّحْتَ و ما كانوا يأخذونه من أثمان الكتب التي كانوا يكتبونها بأيديهم و يقولون هذا من عند الله و ما أشبه ذلك من المأكل الخبيثة عاقبهم الله تعالى على جميع ذلك بتحريم ما حرم عليهم من الطيبات «وَ أَعْتَدْنََا لِلْكََافِرِينَ مِنْهُمْ» أي هيأنا يوم القيامة لمن جحد الله أو الرسل من هؤلاء اليهود «عَذََاباً أَلِيماً» أي مؤلما موجعا و اختلف في أن التحريم هل كان‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست