responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 205

(1) - «إِذْ يَعْدُونَ فِي اَلسَّبْتِ» و حجة الأولين و قوله‌ «اِعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي اَلسَّبْتِ» .

اللغة

قال أبو زيد يقول عدا علي اللص أشد العدو و العدوان و العداء و العدو إذا سرقك و ظلمك و عدا الرجل يعدو عدوا في الحضر، و قد عدت عينه عن ذلك أشد العدو تعدو، و عدا يعدو إذا جاوز يقال ما عدوت إن زرتك أي ما جاوزت ذلك .

الإعراب‌

قوله «جَهْرَةً» يجوز أن يكون صفة لقولهم أي قالوا جهرة أي مجاهرة أرنا الله و يجوز أن يكون على أرنا الله رؤية ظاهرة.

النزول‌

روي أن كعب بن الأشرف و جماعة من اليهود قالوا يا محمد إن كنت نبيا فأتنا بكتاب من السماء جملة أي كما أتى موسى بالتوراة جملة فنزلت الآية عن السدي .

المعنى‌

لما أنكر سبحانه على اليهود التفريق بين الرسل في الإيمان عقبه بالإنكار عليهم في طلبهم المحالات مع ظهور الآيات و المعجزات فقال «يَسْئَلُكَ» يا محمد «أَهْلُ اَلْكِتََابِ» يعني اليهود «أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتََاباً مِنَ اَلسَّمََاءِ» و اختلف في معناه على أقوال (أحدها) أنهم سألوا أن ينزل عليهم كتابا من السماء مكتوبا كما كانت التوراة مكتوبة من عند الله في الألواح عن محمد بن كعب و السدي (و ثانيها) أنهم سألوه أن ينزل على رجال منهم بأعيانهم كتبا يأمرهم الله تعالى فيها بتصديقه و اتباعه عن ابن جريج و اختاره الطبري (و ثالثها) أنهم سألوا أن ينزل عليهم كتابا خاصا لهم عن قتادة و قال الحسن إنما سألوا ذلك للتعنت و التحكم في طلب المعجزات لا لظهور الحق‌و لو سألوه ذلك استرشادا لا عنادا لأعطاهم الله ذلك «فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى‌ََ أَكْبَرَ مِنْ ذََلِكَ» أي لا يعظمن عليك يا محمد مسألتهم إياك إنزال الكتب عليهم من السماء فإنهم سألوا موسى يعني اليهود أعظم من ذلك بعد ما أتاهم بالآيات الظاهرة و المعجزات القاهرة التي يكفي الواحد منها في معرفة صدقه و صحة نبوته فلم يقنعهم ذلك «فَقََالُوا أَرِنَا اَللََّهَ جَهْرَةً» أي معاينة «فَأَخَذَتْهُمُ اَلصََّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ» أنفسهم بهذا القول و قد ذكرنا قصة هؤلاء و تفسير أكثر ما في الآية في سورة البقرة عند قوله‌ «لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتََّى نَرَى اَللََّهَ جَهْرَةً» الآية قوله‌ «وَ إِذْ أَخَذْنََا مِيثََاقَكُمْ وَ رَفَعْنََا فَوْقَكُمُ اَلطُّورَ» الآية «ثُمَّ اِتَّخَذُوا اَلْعِجْلَ» أي عبدوه و اتخذوه إلها «مِنْ بَعْدِ مََا جََاءَتْهُمُ اَلْبَيِّنََاتُ» أي الحجج الباهرات قد دل الله بهذا على جهل القوم و عنادهم «فَعَفَوْنََا عَنْ ذََلِكَ» مع عظم جريمتهم و خيانتهم و قد أخبر الله بهذا عن سعة رحمته و مغفرته و تمام نعمته‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست