responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 143

(1) - توبة القاتل فقال أهل العلم إذا سئلوا قالوا لا توبة له و إذا ابتلي الرجل قالوا له تب و روى الواحدي بإسناده مرفوعا إلى عطا عن ابن عباس أن رجلا سأله أ لقاتل المؤمن توبة فقال لا و سأله آخر أ لقاتل المؤمن توبة فقال نعم فقيل له في ذلك فقال جاءني ذلك و لم يكن قتل فقلت لا توبة لك لكي لا يقتل و جاءني هذا و قد قتل فقد قلت لك توبة لكي لا يلقي نفسه بيده إلى التهلكة و من قال من أصحابنا أن قاتل المؤمن لا يوفق للتوبة لا ينافي ما قلناه لأن هذا القول إن صح فإنما يدل على أنه لا يختار التوبة مع أنها لو حصلت لأزالت العقاب و إذا كان لا بد من تخصيص الآية بالتوبة جاز أن يختص أيضا بمن تفضل عليه بالعفو و روى الواحدي بإسناده مرفوعا إلى الأصمعي قال جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء فقال يا أبا عمرو أ يخلف الله ما وعده فقال لا قال‌أ فرأيت من أوعده على عمل عقابا أ يخلف الله وعده فيه فقال أبو عمرو من العجمة أتيت يا أبا عثمان أن الوعد غير الوعيد إن العرب لا تعد عارا و لا خلفا أن تعد شرا ثم لا تفعله يرى ذلك كرما و فضلا و إنما الخلف في أن تعد خيرا ثم لا تفعله قال فأوجدني هذا في كلام العرب قال نعم سمعت قول الأول:

و إني إن أوعدته أو وعدته # لمخلف إبعادي و منجز موعدي‌

و وجدنا في الدعاء المروي بالرواية الصحيحة عن الصادقين (ع) يا من إذا وعد وفى و إذا توعد عفا و هذا يؤيد ما تقدم و قد أحسن يحيى بن معاذ في هذا المعنى حيث قال الوعد حق و الوعيد حق فالوعد حق العباد على الله ضمن لهم إذا فعلوا كذا أن يعطيهم كذا و من أولى بالوفاء من الله و الوعيد حقه على العباد قال لا تفعلوا كذا فأعذبكم ففعلوا فإن شاء عفا و إن شاء عاقب لأنه حقه و أولاهما بربنا العفو و الكرم أنه غفور رحيم و روى إسحاق بن إبراهيم قال سمعت قيس بن أنس يقول كنت عند عمرو بن عبيد في بيته فأنشأ يقول يؤتى بي يوم القيامة فأقام بين يدي الله فيقول قلت أن القاتل في النار فأقول أنت قلت «وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً» الآية فقلت له و ما في البيت أصغر سنا مني أ رأيت أن لو قال لك فإني قلت‌ف إِنَّ اَللََّهَ لاََ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مََا دُونَ ذََلِكَ لِمَنْ يَشََاءُ من أين علمت أني لا أشاء أن أغفر لهذا قال فما استطاع أن يرد علي شيئا.

ـ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست