responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 109

109

(1) - النبي إن من أمتي لرجالا الإيمان في قلوبهم أثبت من الجبال الرواسي‌ «وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مََا يُوعَظُونَ بِهِ» أي ما يؤمرون به «لَكََانَ» ذلك «خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً» أي بصيرة في أمر الدين كنى عن البصيرة بهذا اللفظ لأن من كان على بصيرة من أمر دينه كان ذلك أدعى له إلى الثبات عليه و كان هو أقوى في اعتقاد الحق و أدوم عليه ممن لم يكن على بصيرة منه و قيل معناه أن قبولهم وعظ الله و وعظ رسوله في أمور الدين و الدنيا أشد تثبيتا لهم على الحق و الصواب و أمنع لهم من الضلال و أبعد من الشبهات كما قال‌ «وَ اَلَّذِينَ اِهْتَدَوْا زََادَهُمْ هُدىً» و قيل إن معناه و أكثر انتفاعا بالحق لأن الانتفاع بالحق يدوم و لا يبطل لأنه يتصل بثواب الآخرة و الانتفاع بالباطل يبطل و يضمحل و يتصل بعقاب الآخرة قال البلخي معنى الآية لو فرض عليهم القتل أو الخروج من الديار لم يفعلوا فإذا لم يفرض عليهم ذلك فليفعلوا ما أمروا به مما هو أسهل عليهم منه فإن ذلك خير لهم و أشد تثبيتا لهم على الإيمان و في الدعاء اللهم ثبتنا على دينك‌ و معناه الطف لنا ما نثبت معه عليه‌} «وَ إِذاً لَآتَيْنََاهُمْ» هذا متصل بما قبله أي و لو أنهم فعلوا ذلك لآتيناهم أي لأعطيناهم «مِنْ لَدُنََّا» أي من عندنا «أَجْراً عَظِيماً» لا يبلغ أحد كنهه و لا يعرف منتهاه و لا يدرك قصواه و إنما ذكر من لدنا تأكيدابأنه لا يقدر عليه غيره و ليدل على الاختصاص فإن الأجر يجوز أن يصل إلى المثاب على يد بعض العباد فإذا وصل الثواب إليه بنفسه كان أشرف للعبد و أبلغ في النعمة} «وَ لَهَدَيْنََاهُمْ صِرََاطاً مُسْتَقِيماً» أي و لثبتناهم مع ذلك على الطريق المستقيم و قيل معناه بما نفعله من الألطاف التي يثبتون معها على الطاعة و يلزمون الاستقامة و تقديره و وفقناهم للثبات على الصراط المستقيم و قيل معناه و لهديناهم في الآخرة إلى طريق الجنة عن أبي علي الجبائي قال و لا يجوز أن تكون الهداية هنا الإرشاد إلى الدين لأنه سبحانه وعد بها المؤمن المطيع و لا يكون كذلك إلا و قد اهتدى.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست