responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 808

(1) -

كليني لهم يا أميمة ناصب # و ليل أقاسيه بطي‌ء الكواكب‌

أي ذي نصب و الهاوية من أسماء جهنم و هي المهواة التي لا يدرك قعرها .

الإعراب‌

«اَلْقََارِعَةُ» مبتدأ و ما مبتدأ ثان و ما بعده خبره و كان حقه القارعة ما هي لكنه سبحانه كرر تفخيما لشأنها و مثله قوله‌ لاََ أُقْسِمُ بِهََذَا اَلْبَلَدِ ` وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهََذَا اَلْبَلَدِ و الجملة خبر المبتدأ الأول و يجوز أن يكون قوله «اَلْقََارِعَةُ» مبتدأ و يكون الناس خبره بمعنى أن القارعة تحدث في هذا اليوم فيكون قوله «مَا اَلْقََارِعَةُ ` وَ مََا أَدْرََاكَ مَا اَلْقََارِعَةُ» اعتراضا و يجوز أن يكون التقدير هذا الأمر يقع يوم يكون الناس كالفراش المبثوث.

المعنى‌

«اَلْقََارِعَةُ» اسم من أسماء يوم القيامة لأنها تقرع القلوب بالفزع و تقرع أعداء الله بالعذاب‌} «مَا اَلْقََارِعَةُ» هذا تعظيم لشأنها و تهويل لأمرها و معناه و أي شي‌ء القارعة ثم عجب نبيه ص فقال‌} «وَ مََا أَدْرََاكَ مَا اَلْقََارِعَةُ» يقول إنك يا محمد لا تعلم حقيقة أمرها و كنه وصفها على التفصيل و إنما تعلمها على سبيل الإجمال ثم بين سبحانه أنها متى تكون فقال‌} «يَوْمَ يَكُونُ اَلنََّاسُ كَالْفَرََاشِ اَلْمَبْثُوثِ» شبه الناس عند البعث بما يتهافت في النار و قال قتادة : هذا هو الطائر الذي يتساقط في النار و السراج و قال أبو عبيدة : هو طير ينفرش ليس بذباب و لا بعوض لأنهم إذا بعثوا ماج بعضهم إلى بعض فالفراش إذا ثار لم يتجه إلى جهة واحدة فدل ذلك على أنهم يفزعون عند البعث فيختلفون في المقاصد على جهات مختلفة و هذا مثل قوله‌ كَأَنَّهُمْ جَرََادٌ مُنْتَشِرٌ «وَ تَكُونُ اَلْجِبََالُ كَالْعِهْنِ اَلْمَنْفُوشِ» و هو الصوف المصبوغ المندوف و المعنى أن الجبال تزول عن أماكنها و تصير خفيفة السير ثم ذكر سبحانه أحوال الناس فقال‌} «فَأَمََّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوََازِينُهُ» أي رجحت حسناته و كثرت خيراته‌} «فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رََاضِيَةٍ» أي معيشة ذات رضى يرضاها صاحبها} «وَ أَمََّا مَنْ خَفَّتْ مَوََازِينُهُ» أي خفت حسناته و قلت طاعاته و القول في حقيقة الوزن و الميزان و الاختلاف في ذلك قد مضى ذكره فيما سبق من الكتاب و قد ذكر سبحانه الحسنات في الموضعين و لم يذكر وزن السيئات لأن الوزن عبارة عن القدر و الخطر و السيئة لا خطر لها و لا قدر و إنما الخطر و القدر للحسنات فكان المعنى فأما من عظم قدره عند الله لكثرة حسناته و من خف قدره عند الله لخفة حسناته «فَأُمُّهُ هََاوِيَةٌ» أي فمأواه جهنم و مسكنه النار و إنما سماها أمه لأنه يأوي إليها كما يأوي الولد إلى أمه و لأن الأصل السكون إلى الأمهات قال قتادة : هي كلمة عربية كان الرجل إذا وقع‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 808
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست