responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 333

(1) - يخلو من أحد أمرين إما أن يكون الفعل معطوفا بالفاء على فعل قبله أو يكون خبر مبتدأ محذوف و الفعل الذي قبله لا يخلو إما أن يكون كفروا من قوله «وَ لََكِنَّ اَلشَّيََاطِينَ كَفَرُوا» فيجوز أن يكون فيتعلمون معطوفا عليه لأن كفروا في موضع رفع بكونه خبر لكن فعطف عليه بالمرفوع و هو قول سيبويه فأما يعلمون فيجوز أن تكون في موضع نصب على الحال من كفروا أي كفروا في حال تعليمهم و يجوز أن يكون بدلا من كفروا لأن تعليم الشياطين كفر في المعنى و إذا كان كذلك جاز البدل فيه إذا كان إياه في المعنى كما كان مضاعفة العذاب لما كان لقي الآثام في قوله‌ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذََلِكَ يَلْقَ أَثََاماً ` يُضََاعَفْ لَهُ اَلْعَذََابُ جاز إبداله منه و إما أن يكون الفعل الذي عطف عليه يتعلمون قوله «يُعَلِّمُونَ» و هو قول الفراء و أنكر الزجاج هذا القول قال لأن قوله «مِنْهُمََا» دليل على التعلم من الملكين خاصة قال أبو علي فهذا يدخل على قول سيبويه أيضا كما يدخل على قول الفراء لأنهما جميعا قالا بعطفه على فعل الشياطين قال و هذا الاعتراض ساقط من جهتين إحداهما أن التعلم و إن كان من الملكين خاصة فلا يمتنع أن يكون قوله «فَيَتَعَلَّمُونَ» عطف على كفروا و على يعلمون و إن كان متعلقا بهما و كان الضمير في منهما راجعا إلى الملكين فإن قلت كيف يجوز هذا و هل يسوغ أن يقدر هذا التقدير و يلزمك أن يكون النظم و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر فيتعلمون منهما فتضمر الملكين قبل ذكرهما و الإضمار قبل الذكر غير جائز و إن لزمك في هذا القول الإضمار قبل الذكر و كان ذلك غير جائز لزم أن لا تجيز العطف على واحد من الفعلين اللذين هما كفروا و يعلمون بل تعطفه على فعل مذكور بعد ذكر الملكين كما ذهب إليه أبو إسحاق الزجاج فإنه عطف على ما يوجبه معنى الكلام عند قوله «فَلاََ تَكْفُرْ» أي فيأبون فيتعلمون أو على يعلمان من قوله «مََا يُعَلِّمََانِ مِنْ أَحَدٍ» لأنهما فعلان مذكوران بعد الملكين فالجواب أما النظم فإنه على ما ذكرته و هو صحيح و أما الإضمار قبل الذكر فإن منهما في قوله «فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمََا» إذا كان ضميرا عائدا إلى الملكين فإن إضمارهما بعد تقدم ذكرهما و ذلك سائغ و نظيره قوله تعالى‌ وَ إِذِ اِبْتَلى‌ََ إِبْرََاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمََاتٍ لما تقدم ذكره أضمر اسمه و لو قال ابتلى ربه إبراهيم لم يجز لكونه إضمار قبل الذكر و هذا بين جدا فالاعتراض بذلك على سيبويه و الفراء ساقط و أما الجهة الأخرى التي يسقط منها ذلك فهي أنه قد قيل في قوله تعالى «وَ مََا يُعَلِّمََانِ مِنْ أَحَدٍ حَتََّى يَقُولاََ إِنَّمََا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاََ تَكْفُرْ» ثلاثة أقوال يأتي شرحها في المعنى قولان منها تعلم السحر فيهما من الملكين و قول منها تعلمه من الشياطين فيكون نظم الكلام على هذا و لكن الشياطين هاروت و ماروت كفروا يعلمون الناس السحر فيتعلمون منهما «وَ مََا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ بِبََابِلَ » أي لم ينزل «وَ مََا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست