responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 292

(1) - له قال الشاعر:

كسا اللؤم تيما خضرة في جلودها # فويلا لتيم من سرابيلها الخضر.

المعنى‌

ثم عاد سبحانه إلى ذكر علماء اليهود فقال «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ اَلْكِتََابَ» قال ابن عباس الويل في الآية العذاب و قيل جبل في النار و روى الخدري عن النبي ص أنه واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره‌

و الأصل فيه ما ذكرناه من أنه كلمة التحسر و التفجع و التلهف و التوجع يقولها كل مكروب هالك و في التنزيل يََا وَيْلَتَنََا مََا لِهََذَا اَلْكِتََابِ و قوله «لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ اَلْكِتََابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هََذََا مِنْ عِنْدِ اَللََّهِ» معناه يتولون كتابته ثم يضيفونه إلى الله سبحانه كقوله سبحانه‌ «مِمََّا عَمِلَتْ أَيْدِينََا» أي نحن تولينا ذلك لم نكله إلى أحد من عبادنا و مثله خلقت بيدي و يقال رأيته بعيني‌و سمعته بإذني و لقيته بنفسي و المعنى في جميع ذلك التأكيد و أيضا فقد يضيف الإنسان الكتاب إلى نفسه و قد أمر غيره بالكتابة عنه فيقول أنا كتبت إلى فلان و هذا كتابي إلى فلان و كقوله سبحانه‌ «يُذَبِّحُ أَبْنََاءَهُمْ» و إنما أمر به فأعلمنا الله سبحانه أنهم يكتبونه بأيديهم و يقولون هو من عند الله و قد علموا يقينا أنه ليس من عنده و قيل معناه أنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم كالرجل إذا اخترع مذهبا أو قولا لم يسبق إليه يقال له هذا مذهبك و هذا قولك و أن كان جميع ما يؤخذ عنه من الأقوال قوله و المراد أن هذا من تلقاء نفسك و أنك لم تسبق إليه‌ و قيل كتابتهم بأيديهم أنهم عمدوا إلى التوراة و حرفوا صفة النبي ص ليوقعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود و هو المروي عن أبي جعفر الباقر ع و عن جماعة من أهل التفسير و قيل كانت صفته في التوراة أسمر ربعة فجعلوه آدم طويلا و في رواية عكرمة عن ابن عباس قال إن أحبار اليهود وجدوا صفة النبي ص مكتوبة في التوراة أكحل أعين ربعة حسن الوجه فمحوه من التوراة حسدا و بغيا فأتاهم نفر من قريش فقالوا أ تجدون في التوراة نبيا منا قالوا نعم نجده طويلا أزرق سبط الشعر ذكره الواحدي بإسناده في الوسيط و قيل المراد بالآية كاتب كان يكتب للنبي فيغير ما يملى عليه ثم ارتد و مات فلفظته الأرض و الأول أوجه لأنه أليق بنسق الكلام و قوله «لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً» يريد ليأخذوا به ما كانوا يأخذونه من عوامهم من الأموال و إنما ذكر لفظ الاشتراء توسعا و المراد أنهم تركوا الحق و أظهروا الباطل ليأخذوا على ذلك شيئا كمن يشتري السلعة بما يعطيه و الفائدة في قوله «ثَمَناً قَلِيلاً» أن كل ثمن له لا يكون إلا قليلا و للعرب في ذلك طريقة معروفة يعرفها من تصفح كلامهم و قيل إنما بالقلة لأنه عرض الدنيا و هو قليل المدة كقوله تعالى‌ «قُلْ مَتََاعُ اَلدُّنْيََا قَلِيلٌ» عن أبي العالية و قيل إنما قال‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست