responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 290

(1) - يدل على أنه لا عمل للفعل هنا و قوله «إِلاََّ أَمََانِيَّ» نصب على الاستثناء المنقطع كقوله‌ «مََا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اِتِّبََاعَ اَلظَّنِّ» و كقول الشاعر:

ليس بيني و بين قيس عتاب # غير طعن الكلى و ضرب الرقاب‌

و قول النابغة :

حلفت يمينا غير ذي مثنوية # و لا علم إلا حسن ظن بصاحب‌

و إن في قوله «إِنْ هُمْ» بمعنى ما أي ما هم إلا ظانون فهم مبتدأ و يظنون خبره.

المعنى‌

«وَ مِنْهُمْ» يعني و من هؤلاء اليهود الذين قص الله قصصهم في هذه الآيات و قطع الطمع عن إيمانهم «أُمِّيُّونَ» أي غير عالمين بمعاني الكتاب يعلمونها حفظا و تلاوة لا رعاية و دراية و فهما لما فيه عن ابن عباس و قتادة و قال أبو عبيدة الأميون هم الأمم الذين لم ينزل عليهم كتاب و النبي الأمي الذي لا يكتب و أنشد لتبع :

له أمة سميت في الزبور # أمية هي خير الأمم‌

و قوله «لاََ يَعْلَمُونَ اَلْكِتََابَ» أي لا يعلمون ما في الكتاب الذي أنزل الله عز و جل و لا يدرون ما أودعه الله إياه من الحدود و الأحكام و الفرائض فهم كهيئة البهائم مقلدة لا يعرفون ما يقولون‌و الكتاب المعنى به التوراة أدخل عليه لام التعريف «إِلاََّ» بمعنى لكن «أَمََانِيَّ» أي قولا يقولونه بأفواههم كذبا عن ابن عباس و قيل أحاديث يحدثهم بها علماؤهم عن الكلبي و قيل تلاوة يتلونها و لا يدرونها عن الكسائي و الفراء و قيل أماني يتمنون على الله الرحمة و يخطر الشيطان ببالهم أن لهم عند الله خيرا و يتمنون ذهاب الإسلام بموت الرسول ص و عود الرياسة إليهم و قيل أماني يتخرصون الكذب و يقولون الباطل و التمني في هذا الموضع هو تخلق الكذب و تخرصه و يقوي ذلك قوله «وَ إِنْ هُمْ إِلاََّ يَظُنُّونَ» فبين أنهم يختلقون ما يختلقون من الكذب ظنا لا يقينا و لو كان المعنى أنهم يتلونه لما كانوا ظانين و كذلك لو كانوا يتمنونه لأن الذي يتلوه إذا تدبره علمه و لا يقال للمتمني في حال وجود تمنيه أنه يظن تمنيه و لا أنه شاك فيما هو عالم به و اليهود الذين عاصروا النبي لم يشكوا في أن التوراة من عند الله و قوله «وَ إِنْ هُمْ إِلاََّ يَظُنُّونَ» و معناه أنهم يشكون و في هذه الآية دلالة على أن التقليد في معاني الكتاب و فيما طريقه العلم غير جائز و أن الاقتصار على‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست